هل أصبحت حركة النهضة في عزلةٍ سياسيّة ؟ المحلّلان خالد عبيد ومصطفى التليلي يتحدّثان لـ"آخر خبر أونلاين"

بعد قرار نداء تونس  مساء أمس، في علاقته بحركة  النهضة، وبيان حزب " آفاق  تونس" أنه  "لن يتحالف و لن يتوافق مع النهضة " وقبل ذلك مواقف الجبهة الشعبية  وأحزاب أخرى من التحالف مع هذا الحزب ، هل أصبحت حركة النهضة في عزلة سياسية ؟

المحلل السياسي، خالد عبيد إعتبر في تصريح  لـ"آخر خبر أونلاين" اليوم، الأحد 7 جانفي 2018، أن النهضة ليست في عزلة بقدرما  أن الإئتلاف الحاكم الحالي بالصيغة التي سميت بـ"التوافقية" هو الذي أصبح محاصرا أكثر من قبل مما يعني أنه فقد الكثير من وجاهته  وأيضا مشروعيته

وعبّر عبيد عن إعتقاده بأن هذا الإئتلاف مآله عدم التمكن من الصمود لمدة طويلة، مشيرا إلى أنه في الواقع وفي إطار الظروف التي تعيشها تونس خاصة أن هذا التوافق لم يكن مبنيا على أسس متينة بإعتباره جمع بين المتناقضين، فإنه لا يمكن له أن يصمد كثيرا خاصة مع إستفحال الأزمة الإقتصادية التي تعيشها تونس والتي لم يلاحظ لها مخرجا واضحا إلى حد الآن.

وأشار إلى أن المخرج الوحيد الذي إتخذته حكومة توافق قرطاج هو المزيد من الجباية مما يعني أن العلاقة بين الحكومة والمواطن هي علاقة جباية فقط وهو دليل على وجود قصور في تشخيص الوضع والقدرة على تحليله والخروج بحلول تراعى فيها دقة اللحظة وقدرة المواطن على تحملها وقدرة الحكومة على أن تكون حلولها بأقل التكاليف بعيدا عن ثنائية حكم جباية.

وأكد أن ثنائية حكم الجباية سيكون له تأثير كبير جدا على مستقبل العلاقة داخل الإئتلاف الحاكم الذي "نعتقد أنه بدأ يشهد آخر أيامه لا لأن نداء تونس أو ما تبقى من النداء قد فك الإرتباط وهو أمر نشك فيه نسبيا بل نظرا للأسس التي بني عليها الإئتلاف"، معتبرا أنه لم يعد هناك موجب للإئتلاف رغم محاولة حركة النهضة التشبث به.

من جانبه، قال الخبير والمحلل السياسي، مصطفى التليلي لـ"آخر خبر أونلاين" اليوم  إنّ الساحة السياسية أصيبت منذ مدة بنوع من التلوث وإختلاط الأوراق، معتبرا أن السبب الأساسي يعود إلى فوز حزب نداء تونس بالإنتخابات بإعتبار أن ما حدث داخل "النداء" فريد من نوعه في تاريخ الأحزاب السياسية لأن "كان هناك إنفراد بالرأي وإبعاد مختلف الأعضاء المؤسسين الذين كان لهم دور في نجاح الحزب في 2014 مما نتج عنه إعادة ترتيب الأوراق داخل النداء".

وعبّر التليلي عن إعتقاده بأن في كل محاولة لإعادة حلحلة حزب نداء تونس تتأزم حركة النهضة أكثر مما خلق الإضطراب السياسي، مضيفا "طالما لم يتوصل الـنداء لحل أزمته بطريقة حقيقية وفعلية، فإن الخلط العشوائي سيتواصل على مستوى الحياة الحزبية ".

وإعتبر أن الإجتماع الأخير لنداء تونس هو محاولة للبحث عن إعادة تموقع دون المساس بالوضع الداخلي للحزب، مما يعني أن هناك نوع من "إستغباء" التونسيين لإسترجاع مكانته بصورة شكلية لإعادة كسب الأصوات لكن "مع الإبقاء على التقاليد الغريبة التي أدخلت على التصرف في الحياة الحزبية ".

وأكد التليلي أن القضية اليوم ليست وجود حركة النهضة في "عزلة سياسية" بإعتبار أن خيار هذه الأخيرة الأساسي هو البقاء بعيدا عن السلطة وأن تكون فاعلة حتى داخل الأحزاب الأخرى، ملاحظا أن الواقع يثبت أن النهضة ليست بعيدة عن الأزمة التي مرت بها حركة نداء تونس، معتقدا أن النهضة في قلب ما يدور داخل نداء تونس.