تراجع فارتفاع ..هكذا تأرجحت عائدات القطاع السياحي في تونس بعد جائحة كورونا التي كادت أن تعصف بأهم ركائز الاقتصاد الوطني بالبلاد وأبرز مصادر النقد الأجنبي . عائدات السياحة في تونس التي تراجعت بنسبة 65.1 بالمئة خلال 2020 متأثرة بعمليات الغلق وحظر الطيران بين غالبية دول العالم، ارتفعت مجددا بنسبة 7.7 بالمائة خلال ديسمبر المنقضي لتسجّل 2.1 مليار دينار مقارنة بنفس الفترة من سنة 2020.
بوادر انفراج وجرعة أمل انتظرها أهل القطاع طويلا آملين مواصلة التعافي الذي ساهمت فيه بشكل ملحوظ السياحة الداخلية.
السوق الروسية سوق مهمة
الخسائر التى تكبدها قطاع السياحة منذ انتشار جائحة كورونا في تونس بلغت 5000 مليون دينار,حسب تصريح وزير السياحة محمد المعز بلحسين .
الوزير الذي أكد كذلك في أكثر من تصريح بأن تونس أعدت برنامجا للقطاع السياحي يقطع مع المألوف والتقليدي من خلال تنويع المنتوج السياحي.
وزير السياحة أكد بدوره أن الحرب الروسية الأوكرانية التي لم تكن متوقعة ستكون لها تداعيات مباشرة وغير مباشرة على الموسم السياحي في تونس، خاصة وأن السوق الروسية تمثل سوقا مهمة لتونس.
وقال الوزيرإن تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا تتمثل في إمكانية إلغاء بعض الرحلات، معبرا عن أمله في أن لا يتم اتخاذ هذا الإجراء.
وذكر وزير السياحة، أنه في سنة 2019 تم تسجيل قدوم 630 ألأف سائح روسي إلى تونس وحوالي 30 ألف سائح أوكراني.
الديبلوماسية التونسية هي الحل
وفي السياق ذاته يؤكد االخبير الاقتصادي رضا الشكندالي في تصريح لـ"آخرخبراونلاين" ان الحرب الروسية الاوكرانية ستكون لها تأثير مباشر على السياحة من حيث عدد السياح الوافدين خاصة وأن الحرب ستقطع امكانية قدوم السياح الاوكرانيين والروسيين الى تونس خلال هذا الموسم.
كما اشار محدثنا الى ان ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة في أوروبا سيؤثر سلبا على المقدرة الشرائية للسياح الأوروبيين مما سينعكس سلبا على القطاع السياحي في تونس.
وتابع شكندالي " هذه المرة لايجب ان ننتظر الكثير من السياحة" ,مضيفا "على الحكومة التونسية ان تعمل على استقطاب الموظفيين و التونسيين بالخارج الذين انقذوا الموسم السياحي الفارط".
وشدّد شكندالي على ضرورة أن يستغل ويستثمر الديبلوماسيين التونسيين تصويت تونس لصالح قرار جمعية الامم المتحد ة لاقناع الامركييين و الاتحاد الاروبي بتزويدنا بالمواد الاولية والادوية لانقاذ الاقتصاد التونسي .
عدم استقبال سياح أوكرانيين بسبب الحرب لن يؤثّر كثيرا..
وأكد الخبير الاقتصادى في مجال السياحي معز قاسم في تصريح لـ"اخر خبر اونلاين" ان السوق الأوكرانية ليست مهمة نظرا لان عدد السياح الاوكرانيين الذين اختاروا تونس كوجهة سياحية لم يكن كبيرا اذ لم يتجاوز خلال السنة الفارطة 800 الف سائح وبالتالي عدم قدومهم الى تونس بسبب الحرب لن يكون له تأثير كبير على الموسم السياحي المقبل .
وأكد محدثنا على أهمية السوق الروسية خاصة و انه سبق و ان سجلت تونس خلال سنة 2019 دخول 630 الف سائح روسي وذلك بسبب العقوبات التى فرضت على تركيا و مصر .
و قال معز قاسم انه لا يمكن تسجيل هذا العدد الهائل من السياح مرة أخرى في تونس لانه في ذلك الوقت ارتبط بعوامل سياسية .
و في سياق اخر اشار الخبير في المجال السياحي معز قاسم انه لا يمكن الحديث عن ازمة قدوم سياح روسيين الى تونس قبل نهاية شهر افريل و بداية شهر ماي مؤكدا انه في صورة تسجيل ازمة يمكن الاستفادة من الاسواق الاخرى.
و يشار الى ان بوادر الانفراج كانت قد ظهرت بعد ان رفعت عديد دول الاروبية قيود السفر الى تونس بسبب تحسن الوضع الوبائي كما اعلنت وزارة السياحة عن الترفيع في طاقة الاستيعاب إلى 100% بالنسبة للفضاءات المفتوحة بمختلف المؤسسات والمنشآت السياحية ماجعل اصحاب وكالات الأسفار و اصحاب الفنادق وجميع الناشطين في المجال السياحي يستعدون لهذا الموسم.
فهل ستراهن تونس على الموسم السياحى لانقاذ عجلة الاقتصاد الوطني ؟