يعتبر الحزب الحرّ الدستوري التونسي من أقدم الأحزاب الوطنية التي برزت في العالم العربي، وهو إلى جانب قيادته للحركة الوطنية التي حرّرت البلاد من الاستعمار الفرنسي (1881-1956) كما يعتبر أول حزب في العالم العربي الذي مكث في السلطة لمدة 55 سنة ..ومنذ تأسيسه حتى حلّه عن طريق القضاء التونسي بعد الثورة عرف هذا الحزب الكثير من التحولات مست بنيته واختياراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية. كما عرف العديد من الانشقاقات وقام بتغيير اسمه في العديد من المحطات سواء في مرحلة التحرر الوطني او بعد الاستقلال.
تأسس الحزب بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى في اجتماع ضمّ عدد من افراد «حركة الشباب التونسي» ربيع سنة 1919 و ذلك للبحث عن اطار يجمعهم وبرنامج يلبي تطلعات الشعب التونسي في تلك المرحلة. فتمّ الاتفاق على تأسيس حزب وطني اطلق عليه في البداية اسم «الحزب الحرّ التونسي» ثمّ و باشارة من الشيخ عبد العزيز الثعالبي(الذي كان مُبعدا في باريس) اضيف للاسم صفة الدستوري نسبة الى الدستور التونسي الذي صدر سنة 1861 وكان الهدف من ذلك، ابراز تعلّق التونسيين بالدستور بما يتضمن ذلك من أبعاد سياسية و خاصة اعطاء الشرعية التاريخية لحزبهم ولنضالهم..ومنذ ربيع سنة 1920(التاريخ الفعلي لتأسيس الحزب) اصبح اسمه «الحزب الحرّ الدستوري التونسي» و توسع شاطه ليشمل مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية.
أكد برنامج الحزب في صيغته الاولى على ضرورة تأسيس مجلس يتكون من أعضاء تونسيين وفرنسيين منتخبين بالاقتراع العام و يتمتع بالسيادة الكاملة في وضع برنامج أعماله وله اختصاصات واسعة فيما يخص الميزانية ومن مهامه ايضا تأسيس حكومة مسؤولة أمام هذا المجلس كما طالب الحزب في برنامجه بالفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية و بتنظيم بلديات منتخبة بالاقتراع العام في جميع أنحاء المملكة و بحرية الصحافة والاجتماع و تأسيس الجمعيات و بإجبارية التعليم...
وتميّز نظامه الداخلي باعتماده المبادئ الديمقراطية في التسيير، بغض النظر عن الممارسة التي لم تكن كذلك بالضرورة. وكان الحزب بذلك وطنيا وديمقراطيا سعى إلى تأطير التونسيين في صفوفه بغض النظر عن ديانتهم(يهود ومسلمين) اذ ترك الحزب للنخبة اليهودية عدة مناصب في قيادة الحزب(اللجنة التنفيذية 3 مناصب، واللجنة التشريعية منصبين واللجنة المالية منصب واحد) كما خصصت قيادة الحزب التوراة للأعضاء من الاقلية اليهودية حتى يتسنى لهم أداء قسم اليمين ولكن،ورغم ذلك لم يلتحق احد من هؤلاء بالحزب .كما ضمّ الحزب عناصر غير تونسية وخاصة من الجزائريين...
توخى الحزب اسلوب المطلبية في نضاله ونبذ العنف تجاه إدارة الحماية و أجهزتها المختلفة ورغم كل ذلك لم تعترف ادارة الحماية بوجوده القانوني...
عرف الحزب بعد تأسيسه عدة انشقاقات في صفوفه،قبل انضمام الحبيب بورقيبة اليه. اذ خرج عنه حسن القلاتي وأسس الحزب الإصلاحي(1921) ثم خرج فرحات بن عياد وأسس الحزب الحر المستقل (1922) غير ان تلك الانشقاقات لم تؤثر في حجم الحزب ولا في قاعدته الاجتماعية او توجهاته السياسية مقارنة بالانشقاق الذي قاده الحبيب بورقيبة وجماعة العمل التونسي.
إنضم الحبيب بورقيبة للحزب في 12 ماي 1933 وقدم استقالته 9 سبتمبر 1933 أي أن بقاءه لم يستمر أكثر من 4 أشهر ورغم ان اغلب المؤرخين يرون ان اسباب انشقاق بورقيبة عن الحزب هي ذات طبيعة موضوعية كاختلاف المرجعيات الثقافية والانتماءات الاجتماعية و التباين في اعتماد طرق العمل بين الاعضاء المؤسسين وجماعة العمل التونسي برئاسة الحبيب بورقيبه... غير ان هؤلاء لا يهتمون بعوامل اخرى نرى انها اساسية منها العوامل الذاتية، خاصة اذا تعلّق الامر بشخصية مثل شخصية المرحوم الحبيب بورقيبة الذي عُرف بنرجسيته المطلقة...
لا شك أن وحدة الحزب على مستوى القيادة كانت هشة بطبيعتها، وذلك نتيجة اختلاف التكوين الثقافي والانتماء الاجتماعي ويبدو ان عنصر عدم الثقة بين العناصر القديمة والجديدة قد لعب دورا متميزا في تصعيد الخلاف..غير ان ما يجب الاشارة اليه وفحصه بدقة هو مدى قناعة بورقيبة بالممارسة الديمقراطية. و السؤال ايضا عن اسباب انفصال بورقيبة بسرعة ؟وكيف اطلق وردد تهما جاهزة ضد القيادة كتهمة «الاستبداد بالرأي» و»سوء التصرف المالي» و»التزلف للحكومة»، وهي ممارسات كانت معلومة لديه ، حتى قبل انتمائه للحزب .يجب السؤال عن الاسباب التي دفعت ببورقيبة للانضمام للحزب؟ولماذا لم يؤسس حزبا مستقلا منذ البداية؟ وهل أن مدة أربعة أشهر بيّنت له عدم إمكانية تغيير الحزب من الداخل كما كان يريد؟ مما دفعه لعقد مؤتمر استثنائي للحزب يوم2 مارس1934 بقصر هلال والتركيز في لوائحه على التنديد بزعامة الحزب، التي وصفها بـ«العجز عن الدفاع عن مطالب الشعب»، في حين كان يؤكد على ضرورة «وحدة القيادة كضمان لوحدة الحزب والجماهير». ؟ و الحزب انشق عنه كان قد وصفه، قبيل الانشقاق بايام بأنه «عظيم بما لديه من نظام عتيد يجمع النزاعات الوطنية التونسية ويوحّدها". و كيف يفرّط مثقف من طراز رفيع وصاحب «تجربة سياسية متميزة» في موقعه التنظيمي المتقدم داخل الحزب بتلك السهولة وهو حديث الانتماء اليه دون ان تكون له شعبية انذاك؟، فهل كان بورقيبة يبحث،بانتماءه للحزب عن امتلاك شرعية معينة للعبور إلى مواقع ثانية؟ ام كانت هناك عوامل اخرى دفعته الى ذلك؟
ومهما يكن من أمر فقد حصل الانشقاق مع الاحتفاظ بالاسم القديم للحزب والاعتماد أيضا على نفس البرنامج وإطلاق اسم «الديوان السياسي» على قيادة الحزب العليا.وخاض هذا الحزب بقيادة بورقيبة نضالات وطنية عديدة اتخذت عدة اشكال...ونال جراء ذلك عقوبات بالسجن تارة و الابعاد تارة اخرى..غير ان الحزب ،الديوان السياسي،عرف بدوره عدة تصدّعات فبعد مرور نحو ثلاث سنوات من تأسيسه استقال رئيس الحزب،محمود الماطري ثم أحد أبرز مؤسسيه وهو الطاهر صفر. ورغم أن أسباب الاستقالة تعود إلى إختلافات في وجهات نظر هؤلاء مع بورقيبة حول بعض الممارسات النضالية فان عوامل أخرى ساعدت في تأجيجها وتطويرها ومنها طريقة التسيير غير الديمقراطي داخل الحزب وخاصة طريقة اتخاذ القرار.إذ كان بورقيبة يتخذ القرارات،عادة، دون استشارة رفاقه حتى بالنسبة إلى القرارات المصيرية وكان يُعيّن قادة الحزب الجدد مثلا دون استشارة بقية الأعضاء، مردّدا «ملزومته» الشهيرة» توسّمت في فلان الخير». وتواصل هذا السلوك طيلة الفترة الاستعمارية، بل حتى بعد الاستقلال. فبحجة الظروف الاستثنائية التي كانت تعيشها البلاد والحزب كان بورقيبة يختار قيادة الحزب من صفوف الطلبة الذين انهوا دراستهم في فرنسا دون الرجوع إلى القيادة. وبالنتيجة لم يستمر مع بورقيبة في قيادة الحزب من العناصر المؤسسة ، بعد أقل من 5 سنوات من التأسيس، أيِ من المؤسسين.كما عمل بورقيبة بكل الطرق لعرقلة محاولة الثعالي توحيد الحزب بعد عودته من منفاه السري سنة 1937.
أما بخصوص صالح بن يوسف فان الامر يختلف عن بقية الانشقاقات،لقد كان بن يوسف شديد الاخلاص لبورقيبة منذ ان عاد من باريس وانضم الى الديوان السياسي...غير انه ومنذ الاربعينيات ونتيجة لغياب بورقيبة، منفيا او مبعدا او متجولا من اجل نشر القضية الوطنية، ازداد نفوذ بن يوسف في الحزب منذ اوسط الاربعينيات. وحتى بعد رجوع بورقيبة تمكن بن يوسف من اكتساب شعبية واسعة و ايجاد مواقع عديدة له في الساحة الوطنية كما طور علاقاته بعدة جهات في الداخل(القصر والمنظمات الوطنية) غير انه كان وفيا لبورقيبة في كل المراحل..أما عن الخلاف،الذي تطور بينهما الى اختلاف بل الى صراع دموي (كانت فرنسا طرفا فيه) فكان ذو طبيعة سياسية بخلفية فكرية ودار اساسا حول الاستقلال الداخلي الذي قبل به بورقيبة ولم يعترف به صالح بن يوسف.اعتبره الاول خطوة الى الاستقلال التام في حين اعتبره الثاني خطوة الى الوراء.. ويظهر ان قناعات صالح بن يوسف السياسية والفكرية قد تغيرت بتاثير عدة عوامل خاصة وجوده خارج البلاد(نفي قسري) وتحديدا في القاهرة التي كانت تعيش تحولات سياسية عميقة بعد ثورة عبد الناصر و احتكاكه بالعديد من قوى الثورة العالمية سواء في القاهرة او في الخارج ثم تفاعله مع قيادات الثورة الجزائرية وحضوره اشغال مؤتمر عدم الانحياز الاول في باندونغ سنة 1955 ولقائه بعدة شخصيات تحررية هناك لذلك رفض ما اقدم عليه بورقيبة كما اعتبر حصول تونس لاستقلالها هي خيانة للثورة الجزائرية ومؤامرة عليها بهدف الاستفراد بها..كما كان ينادى بتحرير كامل المغرب العربي عكس بورقيبة
بعد الاستقلال اخذ الحزب وبالتحالف مع الاتحاد العام التونسي للشغل في بناء الدولة الوطنية وتحققت انجازات عديدة وهامة في جميع مجالات الحياة..كان بورقيبة محور الحياة السياسية التونسية ومحور الحزب الحر الدستوري التونسي. كان يستانس براي بعض الشخصيات ويمنح لهم هامشا من حرية التصور و الانجاز والحركة خاصة اذا كانوا اصحاب مشاريع ورؤى لكن اذا شعر بان ذلك يتجاوز شخصه او تطلّعاته السياسية فلن يتردد في القضاء عليهم خالقا جميع المبررات التي لا تستند بالضرورة الى قرائن ومعطيات ثابتة و هذا ما وقع مع البشير بن يحمد في الاعلام ومع المصمودي و مع احمد بن صالح ومع الباهي الادغم .... و تدعّم الاتجاه اللاديمقراطي للحزب منذ مؤتمر بنزرت 1964 بعد اتخاذه اسم «الحزب الاستراكي الدستوري». والواقع ان بورقيبة لم يكن ديمقراطيا في أي لحظة من لحظات حياته لا داخل الحزب ولا خارجه اذ كان في المؤتمرات يشرف على كل شيء،عبر مدير الحزب،ويعين من يريد تماما مثلما كان يفعل ابان فترة التحرر الوطني..
المشكلة ان الدستوريين كانوا يتلوّنون كما يتلون بورقيبة او يتجهون كما يتجه وكان همهم البقاء في السلطة فالحزب كان يمثل ذراع الدولة، والدولة بدورها كانت «خاضعة» للحزب وكان هذا الاخير بالاضافة،الى اتحاد الطلبة، الجهازان الاساسيان اللّذان يسمحان بوصول الافراد للمسؤوليات العليا في الدولة . لقد ولد الحزب من اجل مهمة اساسية وهي تحرير البلاد ثم اضطلع بمهمة البناء لكن دون فتح المجال للقوى الوطنية الاخرى للقيام بهذا الدور و ككل حزب، يقود الدولة في اطار غير ديمقراطي سيمارس القمع ضد مخالفيه ما سيسمح بانحلاله اجلا ام عاجلا...
لذاك بدأ الحزب الدستوري يترنّح منذ محاكمة احمد بن صالح وجماعته ثم تضاعف الحال بعد بروز جماعة المستيري وبعد ان تم الاعلان هن رئاسة بورقيبة للحزب والدولة مدى الحياة(1975) دخل الحزب عمليا في طور الموت البطئ..
تغير اسم الحزب سنة 1988 الى تجمع دستوري و تجددت دماءه على مستوى الاطارات الوسطى والعليا ولكن ظلت اغلب الاطارات القديمة تعمل في داخل الحزب والدولة. هناك رموز تم ابعادها واخرى اقتنعت بضرورة الابتعاد...الحزب كان ومنذ «صباط الظلام»اداة في يد الدولة لقمع المعارضين ولم يتخلى عن مهمته تلك بل ان دوره تراخى كاداة قمع نسبيا بعد تاسيس الدولة الامنية. لقد هُمّش دوره الامني الا عند الضرورة. اما وجود اطارات امنية وعسكرية من المتقاعدين في ادارة الحزب فكان دورها لتهميش الحزب لقد اصبح دور الحزب الاساسي هو الخروج للتصفيق للرئيس المخلوع في مناسبات معينة وكان العنصر الحزبي الاكثر ارتباطا بالجهاز الامني هو الاكثر حظا في المناصب والامتيازا...بالنهاية لقد انتهى دور الحزب منذ مؤتمر المثابرة (28 جويلية– 1 أوت 1993)واصبح جزءا من الدولة الامنية ومختلف اجهزتها..ولذلك انهار الحزب بسرعة وهو امر طبيعي جدا اذ ان اغلب المنتمين اليه لم يكونوا على قناعة بتفكيره ولا بسلوكه السياسي...يذكرني هذا الامر عند عزل بورقيبة وكيف صمت المخلصون له اما خوفا او طمعا والاغلبية ادراكا منهم بان مصالحهم ستتواصل مع وجود «النظام الجديد»، وهل سمعت ان دستوريا بورقيبيا ناضل ضد سياسة المخلوع او قد سُجن من اجل افكاره او توجهاته السياسية؟و حتى القلة القليلة من المسؤولين الذين تركوا البلاد سريعا ما تصالحوا مع الدولة الامنية .....الا القلة القلية التي لا يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة
لقد ساهم الحزب الدستوري مساهمة نوعية في معركة التحرر الوطني واكتسب بذلك شرعية تاريخية ونضالية وقام بقيادة عملية بناء الدولة، مع الاتحاد العام التونسي للشغل..وخلال مسيرته تلك ارتكب اخطاء جسيمة لا تُغْتَفَرُ تجاه الشعب التونسي. كما يمكن اعتبار مرحلة ما بعد بورقيبة مرحلة او نسخة «متطورة» وان شئت «مُشوّهة لنظام بورقيبة.لقد حاول النظام الامني الذي اسسه من خلف بورقيبة ان يضحك على ذقون التونسيين باقامة نوع من الديمقراطية المغشوشة واعتماد اسلوب التحيّل والتحايل على الشعب ولكنه في الاخير فشل. بطبيعة الحال لا يمكن ان نقارن بين بورقيبة و ومن عزله ...بالنهاية كان بورقيبة حاكما غير ديمقراطي مستبدا قد يكون اقل استبدادا من بقية الانظمة العربية لاعتبارات عديدة سياسية وثقافية
والسؤال هنا ماذا ستقدم الاحزاب الدستورية للشعب التونسي ما بعد الثورة افضل مما قدمه بورقيبة ومن خلفه؟ اعتقد لا شيء. فهناك عشرات الاحزاب التي ترقع نفس الشعارات كالوسطية والحداثة والتقدم والدفاع عن حقوق المرأة وهي شعارات او قيم تحولت الى قاسم مشترك بين اغلب التونسيين ولا يمكن لأحد ان يحتكرها فهي «تراث»او مكاسب مشتركة...ان المطلوب من الدستوريين اليوم ان يراجعوا بمنهجية صارمة تاريخ الحزب الدستوري في مختلف مراحله وبالتأكيد انهم سيصلون الى نتائج مهمة لعل من اهمها ان حزب الدستور قد انتهت مهمته. وان تونس دخلت مرحلة جديدة تختلف جذريا عن كل المراحل السابقة وعليهم الاقتناع بان وجود الحزب كان مرتهنا بالتصاقه بالدولة وان الناس كانت تنضم الى الحزب من اجل "الجاه" و تحقيق مصالح خاصة واقصد هنا تحديدا النخب المثقفة والاقتصادية تحديدا.اما الان فقد دخلت البلاد مرحلة التعددية و الحرية والديمقراطية والشفافية وانتهى امر وظيفة حزب الدولة.اما ان تكون وظيفة الحزب مواجهة ما يعرف بالإسلام السياسي فلا اعتقد ان اعادة انتاج منظومة السابع من نوفمبر 1987 ،فكرا وربما ممارسة و خطابا، قادرة على ذلك بل نعتقد ان ما مارسته تلك المنظومة من استبداد وقمع كان من العوامل المساعدة على تمدد وتوسع هذه الظاهرة قبل وبعد الثورة
لا شكّ ان التاريخ سيظل يذكر بورقيبة، والرجال الذين عملوا معه، بخير ولكن التاريخ لن يغفر لبورقيبة اخطاءه و خاصة اخطاء منظومة الرئيس الذي نزع من بورقيبة السلطة.