"لا تنائي ولاجفاء" ..بهذه الكلمات استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد الأمين العام للاتحاد العام التونسي نور الدين الطبوبي في آخر لقاء جمعهما خلال جانفي المنقضي بالقصر الرئاسي بقرطاج.
رئيس الجمهورية الذي نفى منذ استقباله الطبوبي ما اعتبره "أكاذيب وأراجيف" عن وجود قطيعة وجفاء بين رئاسة الجمهورية والمنظمة الشغيلة ,أكد أن اللقاءات المباشرة والغير مباشرة مع الاتحاد مستمرة لتدارس الوضع العام للبلاد وتبادل الآراء حول جملة من الاختيارات دون ان يعلم الكثيرون
وقال سعيّد في بداية اللقاء "لا تهمنا الاراجيف والاكاذيب التي يروجها الكثيرون..نعرف مكانة الاتحاد ودوره النقابي والوطني الذي لعبه في كثير المناسبات سواء على الصعيد الداخلي والعربي"
من جهته، أكد الطبوبي عقب اللقاء أنّ المرحلة الراهنة تتطلب تضامناً وطنياً حقيقياً والكثير من الحكمة والتعقل
بعد لقاء اذابة الجليد..الطبوبي يحذّر
أكثر من 60 يوما مرّت على لقاء الرجلين ,ليطلق أمين عام المنظمة الشغيلة أمس الثلاثاء تحذيراته من "استهانة حكومة بودن بالقوة الاجتماعية" قائلا " نحن جاهزون للدفاع عن تونس أولا والاتحاد ثانيا"
ولم تقتصر كلمة الطبوبي التي القاها أمس خلال افتتاح المؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل في تونس العاصمة على التحذيرات فقد دعا رئيس الجمهورية الى ضرورة مصارحة الشعب بحقيقة الاوضاع مشددا على أن "كل المؤشرات الاقتصادية تدل على تدهور المقدرة الشرائية للتونسيين وفق المعهد الوطني للاحصاء
واعتبر الطبوبي ان "المساس بقوت الشعب التونسي خط أحمر، وأنه من الضروري تعديل المقدرة الشرائية" معبّرا عن رفض الاتحاد القاطع لرفع منظومة الدعم في غضون 4 سنوات أمام عدم الزيادة في الأجور.
كما دعا الأمين العام للاتحاد الى ضرورة الجلوس على طاولة الحوار من أجل هذا الوطن ومن أجل إصلاحات عادلة مشيرا الى أن الاتحاد له مشروع للإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، سيعرض قريبا على الهيئة الإدارية للمنظمة.
وثيقة الاصلاحات التحدّي الأكبر..
تصريحات الأمين العام لاتحاد الشغل الأخيرة أعادت الحديث مرّة اخرى عن تجدّد القطيعة والجفاء بين الاتحاد ورئاسة الجمهورية بعد أن بددها لقاء جانفي المنقضي.
ويرى الكثير من المتابعين للشأن العام أن علاقة الاتحاد برئاسة الجمهورية والحكومة تتجه نحو التوتر وذلك بسبب وثيقة الاصلاحات التي أعدتها حكومة بودن وقدمتها لصندوق النقد الدولي الذي أعلن عن زيارة مرتقبة خلال الشهر الجاري لاجراء مناقشات بخصوص تمويل محتمل لافتا الى تحقيق خطوات ايجابية في المناقشات.
ويشترط صندوق النقد الدولي اجراء حزمة من الاصلاحات الاقتصادية تتعلّق أساسا بكتلة الأجور ومنظومة الدعم والمؤسسات العمومية التي يرى أنه لا مناص من تنفيذها.
كما يشترط الصندوق موافقة الأطراف الاجتماعية وضرورة تشريكها في الاصلاحات وعلى رأسهم الاتحاد العام التونسي للشغل
و ستستقبل المنظمة الشغيلة وفدا عن صندوق النقد الدولي يوم الجمعة القادم وفق ما اعلنه الأمين العام نور الدين الطبوبي.
وكان اتحاد الشغل قد أعلن عن رفضه القاطع للاصلاحات التي اقترحتها حكومة بودن خاصة فيما يتعلق بالتوظيف وتجميد الأجور لمدة خمس سنوات في القطاع العام والتفويت في المؤسسات العمومية ورفع الدعم نهائيا في غضون أربع سنوات.
في انتظار الحوار الوطني..
وعبّر أغلب السياسيين على أن المرحلة الحالية تقتضي تجاوز الخلافات والتوتر بين قيادة الاتحاد ورئاستي الجمهورية والحكومة نظرا لأهمية المنظمة الشغيلة ودورها المحوري في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي داعين الى ضرورة أن يكون الاتحاد شريكا في بناء المرحلة القادمة للبلاد وشريكا في حوار وطني تشارك فيه جميع الأطياف السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات والقوى الوطنية
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيّد قد لمّح في خطاب له الاثنين الفارط الى التحضير لاعداد حوار وطني علما وان الامين العام المساعد لاتحاد الشغل أكد أوّل أمس أن الاتحاد لم يتلقى أي دعوة في هذا الاطار وأنه لا وجود لأي تنسيق أو ترتيبات بخصوص التحضير لاجراء جوار وطني.