منوعات

"لولا الفن لقتلتنا الحقيقة"... تجربة الرسم في نابل نموذجا...

"لولا الفن لقتلتنا الحقيقة"... تجربة الرسم في نابل نموذجا...

28 ماي 2022 14:11 امنة السليطي
 تغيّرت في زمن ما بعد الحداثة، عهد نيتشة وما تلاه، مفاهيم الفنّ والإبداع خصوصاً بغزو ثقافة السّوق والاستهلاك والبلاهة، أو إدارة الرداءة، لكلّ المنابر الممكنة في شكل نوع من أنواع التعبيرات الّتي قيل عنها "فنّا" رغم الإجماع، النسبي، على سقوطه، فإنّ تظاهرات قد تتشكّل، من هنا وهناك، لتثير فينا الحيرة، أو لتحرّك داخلنا إحساساً تآكل بمفعول الزّمن والكسل الفكري، أو لتدفعنا إلى طرح أسئلة ما...
 وذلك الهدف الحقيقيّ من الفن والإبداع عموماً...
 
 
 الفنّ في خدمة كبرى القضايا:
 
وإن أصبحت الثقافة في تونس، منذ عقود، أداة ترفيه، حتّى لا نقول إلهاء، فإنّ الفن قد بقي معششا في وجدان من كان الإنسان قضيّته وبوصلته،  رغم الزلازيل والعواصف و"التيك توك" وما شابه. وهو غاية المبدع ووسيلته للدفاع عن قضاياه.
في هذا الإطار، تقول سهير حسني، قاضية ورسّامة، رغم تشديدها على أنّ الرسم لديها هواية وليس احتراف، "ما أروع أن أكون امرأة، رغم وعيي باستفزاز هذه العبارة لذكوريّة مستدامة، ولكن الأروع أن نكتشف دروبا حميمية متفردة إلى ذواتنا... الفن تجربة وحدة وتفرّد لذلك نلتقي كفراشات تحوم حول مصدر الضوء..."
 
 
لوحات لم تختلف إلاّ لتتشابه:
إذن، تستعدّ سهير رفقة عشرين امرأة، من مهن ومجالات مختلفة، لوضع لمساتها الأخيرة، لنقل ما رسمته أناملها بعناية الأمّ وبدقّة سيّدة القانون، إلى المكان المخصص للوحاتها في العَرض، قبل احتضان ولاية نابل لمعرض يضمهنّ مع مؤطرتهنّ هالة الرويسي، لتتجلّى لوحاتهنّ وتخرج للعلن، في أولى مصافحتهن للجمهور، في ولاية نابل، وسط معرض اخترن له عنوان "حرّ مثل الفنّ"، المقرّر ليوم الأحد  29 ماي 2022.
من جانبها، تروي هالة الرويسي المشرفة على المعرض ومؤطرة صاحبات لوحاته التي ستزينه، إن معظم طالباتي من المبتدئات في الرّسم، ومنهن من لم ترسم لوحة واحدة قبل قدومها للورشة، لذلك فهنّ يندفعن نحو غايتهن لإنتاج ما يمكن انتاجه دون قيود تقنية أو معيارية، فيُعبرّن في رسومهن عن أحلامهن وطموحاتهن ورغباتهن، وكذلك عن مخاوفهن، بلوحات جوهرها وتفاصيلها قضايهن التي تلاحقهن.
ّقضايا عديدة، متشعّبة ومركّبة تطرحها سهير حسني، في لوحاتها المستوحات من رسوم عالمية... فبين الطّفل الآسويّ مثلاً والسيّدة الإفريقية، سفرة مشتركة وطائر أصيل يطلّ بين القبيلتين القريبتين رغم البعد الجغرافيّ، وحزن قديم تحوّل لمأساة وحلم جمعهما، رغم اختلافهما. وبين لوحة سيدة الألم والألوان ورسم أمّ الطفلين الّتي تخشى الحقيقة، أنوثة وحِمل عظيم يبرزان دون خجل. وبين لوحة حبّ وقصة عشق في لوحة أخرى، مسافة حميمية قريبة حيناً ومتشعبة بحواجز حديدية أحيانا، رغم تشابك الأرواح المقبلة على معاني الحياة....
تشدّد  المؤطّرة هالة الرويسي على أن لوحات سهير وزميلاتها الطالبات بلغت أوجها، وحان وقت عرضها للجمهور، بعد مسار انطلق منذ سنوات،  عندما تُركت كل طالبة للحظات للتماهي أمام اللوحات مع رغباتها ومشاعرها... 
 
مشاعر متضاربة/متقاربة تظهر جليا في لوحات سهير  حسني التي تعتبر  هذه التجربة قفزة نحو اللا مكان واللا زمان.... وموعد غرامي مع مساحة اللّوحة البيضاء... هناك حيث تولد  ألوان الطّيف وأضواء الكون، وأين ينشأ خَلْقٌ جديد لا يتقيد مطلقا بمدارس الرسم، رغم تقديرها لها تقنيا. فالأولوية عندها  لما تراه وتتخيله.
 
 
قصص رسم وسرديّات حياة:
بدورها، تعبّر هالة الرويسي، مؤطرة المجموعة، عن مدى فخرها بما تنتجه سهير وزميلاتها، بعد سنوات من العمل على الرسم وعلى إصلاح ما رُسم، في تلك الحلقات المتواصلة منذ عدة أعوام  لتحتوي  الطالبات وألوان الورشة، ولتشهد ميلاد حميمية قصصهن المختلفة المخفية، ولتوثق لحظات بروزها للعلن.
 
الرسم مجتمع مصغر:
تصف الرويسي شعورها الجارف بالفرح عندما تحاول الطالبات إصلاح لوحات بعضهن البعض، فتتبخر الصفات، وتذوب المسميات أمام محراب الفن، ويتحول المعلم إلى طالب، والعكس صحيح، في عالم تشاركي صِرف يُخْرج من الطالبات أجمل ما فيهن، ويرسم بوضوك ضورة مصغرة لمجتمع منشود.
 
من القضاء إلى الرسم.. حكاية وجدان وحريّات:
 لوحات سهير القاضية، ونحن نعلم مدى انغلاق جزء كبير من أصحاب هذه المهنة على ما يحيط بهم من فنون وغيرها، رغم بعض القصص الملهمة التي  تظهر بين الفينة والأخرى، لدى جزء من القضاة، لتتحدث عن مجالات جديرة بالتجربة والاكتشاف، بعيدا عن النصوص والجرائم والملفات، إذن لوحات سهير تسافر بنا نحو عوالم سريالية. هي تعبيرات خاشعة أمام عظمة الفنّ. المسألة الإبداعية هنا لا  تتعلق بسلطة أو بوظيفة، بل هي منهج تفكير وطريقة حياة... لوحات لو تكلمت لغتنا لقالت "تسقط كلّ القيود والمسميّات... لا حقيقة تشبه حقيقة أخرى... يحيا الفنّ لغة كونية تناشد الحريّة والتعايش السلمي وقيم الإنسان، فتلك هي الحقائق الوحيدة المثبَتة والمُتعِبة ..."
 
28 ماي 2022 14:11

المزيد

"عيد السنا اتصالات تونس تقرّبكم للعزاز عليكم في الخارج"

اتصالات تونس تشارك حرفاءها فرحة عيد الفطر.. وتقربهم من أحبائهم من خلال هذا العرض:   ابتداءا من من 100 مليم الدقيقة… يمكن لمشتركي المشغل الوطني الاتصال بأقاربهم ...

28 مارس 2025 13:10

مع اتصالات تونس: " في رمضان فرح أحبابك بعمرة ل4 أشخاص"

 بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم، تتيح اتصالات تونس لحرفائها الكرام فرصة إسعاد عائلتهم وتهدي عمرة لأربعة أشخاص… يكفي أن تشحن هاتفك بدينار أو أكثر أو أن تشغل عرض ...

14 مارس 2025 15:20

اتصالات تونس: "اللّي تشرجيه Doublih"

تستمر عروض اتصالات تونس، مع عرض دوبليها الذي يمكن مشتركي المشغل الوطني من مضاعفة مبلغ الشحن أيام الاثنين والأربعاء والجمعة..    "ملا شرجي بدينار أو أكثر و ...

06 مارس 2025 19:10

 هيونداي تونس تطلق النسخة الثانية من مبادرتها البيئية: شجرة مزروعة مقابل كل سيارة مباعة في عام 2024

تجدد ألفا هيونداي موتور، الموزع الرسمي لعلامة هيونداي الكورية الجنوبية في تونس، التزامها تجاه البيئة من خلال إطلاق النسخة الثانية من مشروعها البيئي الطموح. ...

31 جانفي 2025 11:30

اتصالات تونس تُضيء برج الساعة في ساحة 14 جانفي

عند منتصف ليلة 31 ديسمبر 2024، ، أبهرت اتصالات تونس الجميع بإضاءة قلب العاصمة في عرض مميز.   حيث قدم المشغل الوطني تهانيه بحلول عام 2025 لكافة التونسيين بطريقة ...

02 جانفي 2025 12:27