عمروسية يؤكّد لـ'آخر خبر اونلاين' : حوار الباجي هو بمثابة خطاب الهزيمة ورمي المنديل،ونهاية السبسي ستكون مثل بورقيبة، ويبدو أن السّند الأجنبي تحّول للشاهد

وصف القيادي بالجبهة الشعبية عمّار عمروسية، اليوم الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 في تصريح لـ'آخر خبر اونلاين': خطاب رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي بخطاب الهزيمة ورمي المنديل،مؤكدّا ان خطابه كان متوقّعا من قبل الجبهة الشعبية، على اعتبار أن خيوط اللعبة والتغيير المطلوب لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، أصبح من داخل مجلس الشعب، وكل الخيوط فلتت اليوم من رئيس الدولة.

وأضاف أن كلّ الأوراق، فلتت من بين يدي الباجي قايد السبسي،لاسيما وأنّ رئيس الدولة انفرط عقد مسانديه من كتلة النداء، كما فلت الشعب ذات جانفي ببن علي وجذب البساط من تحت قدميه،مبيّنا انه لم يبقى للسبسي اليوم سوى النصيحة التي من المفترض أن يوّجهها لشخصه على اعتبار، أنّه لم يعد له صلاحيات، صلاحيات لم يفقدها دستوريا وإنّما افقدها إياه  التشذّي لكتلته في البرلمان.

وعرّج عمروسية على النقاط التي كان فيها رئيس الجمهورية، واضحا وهي إجراء الانتخابات في موعدها،وهي نقطة مهمّة وفق الاستحقاق الدستوري، مشيرا إلى تلاعب السبسي بالخطاب فيما يخص ترشحه للانتخابات،حيث وضعها بين الأبواب المواربة، فتارة يوهم بترشّحه وطورا يجعل من المشاهد يتكّهن بعكس ذلك خاصة عندما وجه رسالة للشخص الذي سيأتي بعده بضرورة تغيير الدستور.

استماتة رئيس الدولة عن ابنه حافظ السبسي، الذي دمّر حزبه،وهو متمترس بجانبه والمحيط الضيق حوله، وفق مح{ثنا الذي أكد أن ما يحصل اليوم يذكّرنا بنهاية بورقيبة وبن علي، مع فارق أن الرئيس  الحبيب بورقيبة ابعد ابنه و لكن قضت عليه زوجته وسيلة، كما هو الشأن لبن علي الذي انتهت الطرابلسية حكمه بأبشع طريقة.

وعاب تصريح رئيس الدولة بنفض النهضة يدها منه ورغم ذلك يؤكّد انه يده مفتوحة لحركة النهضة ويرغب في تحسين العلاقة معها، مثنيا على رئيس الحركة راشد الغنوشي، وهو ما يدّل على إرباك الباجي في خطابه الأخير،وبالتالي  يفنّد  من ناحية أخرى  كذبة ترويج الاتهام الكبير الذي ارتبط بالجبهة الشعبية، الذي يقول أنها رفضت المشاركة في الحكم مع النداء وهذا الرفض كان سبب التوافق مع النهضة  في حين إن الاتفاق بين الحزبين كان بتاريخ 15 ماي 2013،وهو ما يعرف باتفاق باريس الذي حصل بمعيّة أجنبية مؤكّدا أن التّحالف بين النهضة والنداء هو استحقاق غربي بامتياز وفق قيادي الجبهة.

ولفت  إلى أن رئيس الجمهورية، من ناحية الشكل، كان مرتبك،ومتوتّر ومتناقض،وهو ما أكدته إجابته للصحفية في ردّه عليها بأنّه يخاطب الشعب ولا يقوم بحوار، مبّينا أن الخطاب عمّق الحيرة والقلق لدى التونسيين،حول مستقبل البلاد، وهو ما ينذر باستمرار الخصومة داخل الائتلاف الحاكم، الأمر الذي سينجر عنه مخاطر إضافية وصعوبات جديدة لشعب يعاني الفقر والبطالة والتهميش...

واعتبر انه ووفق خطاب رئيس الدولة، يبدو أن علاقته بالدوائر الأجنبية، متوترة وأنّ السّند تحوّل لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، بما جعل السبسي لا حول ولا قوة لها فحتى استعماله للفصل 99 غير مضمونة النتائج على الأقل في الفترة الحالية، على حدّ قوله.

وختم محدّثنا ملاحظا أنّ رئيس الدولة لم يعرّج على الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيش على وقعها البلاد اليوم ولم يقدم حلولا لها وإمكانية خلق انفجارات اجتماعية قادمة مسالة واردة جدا، وهو ما يؤكد مما لا شك فيه أن همّ رئيس الدولة اليوم المنصب.