السماري لـ'آخر خبر اونلاين': غياب الخط السيادي،التشاركي للحراك سبب الاستقالة..والمرزوقي داخليا له تبعية للنهضة وخارجيا يتبع الناتو

 تعقيبا على موجة الاستقالات التي هزت حزب حراك تونس الإرادة ،أعاز القيادي المستقيل من الحزب عبد الباسط السماري،اليوم الأربعاء 18 سبتمبر في تصريح لـ'آخر خبر اونلاين' أسباب الاستقالة  إلى غياب الخط السيادي وألتشاركي في الحزب ، لاسيما وقد أصبحت كل القرارات أفقية،يتخّذها الرئيس منصف المرزوقي بمفرده دون الرجوع لبقية الأعضاء وفق السماري.

وأشار أنهم عند تكوينهم حزب حراك تونس الإرادة، بعد انتخابات 2014 كان بمثابة الجناح الحزبي بعد حراك  شعب المواطنين،مبيّنا أن الحراك كان له خط سياسي ، ديمقراطي ،اجتماعي، سيادي، لكن مع مرور الوقت غاب الخط التشاركي. وأصبحت القرارات تتعطّل ، على غرار كتابة بيان يتضمن نقدا لخط سياسي معيّن،آو يتوّجه للحكومة،أو يتضمن انتقادات للعلاقات الخارجية للدولة.

وبيّن  أن  منصف المرزوقي يتحاشى دائما نقد حركة النهضة وإن صادفت فإنه لا يتوجه لها باللوم مباشرة وإنما يردف كلمة 'الائتلاف الحاكم' في نقده وعتابه،ملاحظا أنّه لا يحترم القانون الداخلي ولوائح الحزب السياسية، وهو ما اثر على الحراك كحزب ديمقراطي سيادي وأصبح حزب الشخص الواحد، والرأي الواحد.

ولاحظ أنّ المقلق أيضا أن الحزب يتّجه ليكون صورة من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وهو آخر شق من الحزب الذي بقي وفيّا للمرزوقي.

ووصف محدّثنا ما يحصل بعدم وضوح الخط السياسي للحراك ، معتبرا انه وقع غض الطرف عن الخوض في مسائل هامة كمسالة التداين الخارجي الذي أصبح 100 بالمائة بعد أن كان 40 بالمائة،وغيرها من مسائل وجب الكشف عنها ونقدها وتنوير الشعب بحيثياتها، مناديا بضرورة أن لا تمس الحسابات الضيقة بالمصالح العليا للشعب وللدولة التونسية.

وأضاف السماري أن رفقاء درب المرزوقي على غرار طارق الكحلاوي، وعدنان منصر،عاشوا تجربة أليمة  زمن حكم الترويكا ،وعايشوا تجاوزات حركة النهضة،ومسّها بالسيادة الوطنية وعجز المرزوقي آن ذاك عن ردعها على غرار قضية تسليم البغدادي المحمودي، وتسفير الشباب إلى سوريا، وغيرها من تجاوزات عجز المرزوقي وقتها عن التصدي لها، قدّموا اليوم استقالتهم من الحراك غير مستعدين لخوض نفس التجربة بعد  رفض المرزوقي  الموافقة على مبادرة تجميع القوى الديمقراطية الاجتماعية( الجبهة الشعبية/ التيار الديمقراطي/الحزب الجمهوري..) ، والدخول للانتخابات القادمة بقائمات انتخابية موحّدة تجابه الائتلاف الحاكم الذي ليس له علاقة بالسيادة الوطنية وكرامة المواطن لاسيما وأن النهضة ستدخل للانتخابات تحت يافطة دينية والنداء تحت مسميات الحداثة وفق تعبيره.

ولفت إلى أنهم متمسكين بتكوين حزب المواطنة والسيادة الوطنية والحكم المحلي السيادي في كل مكان من جهات البلاد، وهذا لن يكون إلا بانصهار الأحزاب الاجتماعية ،على اعتبار أنّ تشتيت المعارضة،جعل من القوى التي تحكم البلاد اليوم، بأمر اللوبيات الخارجية تعيث في البلاد فسادا وفق تصريحات السلامي.

وأكّد محدّثنا انقطاع السبيل في إصلاح  البيت الداخلي للحراك رغم المحاولات،خاصة في ظل السياسة المتّبعة من المرزوقي ، مبيّنا أن المنصف المرزوقي داخليا له تبعية لحركة النهضة وخارجيا لديه تبعية للناتو ولكل القوى الامبريالية الغربية وفق تعبيره.