تأثير موجة استقالات نداء تونس على المشهد السياسي اليوم .. المحلّلان خالد عبيد وعليّة العلاني يتحدّثان لـ'آخر خبر اونلاين'

وأضاف أنّ هذه الاستقالات في علاقة بين النداء ورئيس الحكومة يوسف الشاهد لا يمكن أن تكون لها تداعيات سياسية كبيرة إذا ما تم أخذها لوحدها بمعزل عن المشهد السياسي التونسي ككل، معتبرا انه إذا ما تم أخذها في سياق الوضع الاقتصادي المتأزم ،والأزمة السياسية التي نعيشها حاليا بكل تفرّعاتها،فبالتأكيد سيكون لهذه الاستقالات أثر كبير،ستتحدّد ماهيته ومدى أهميته على وقع التطورات القادمة والتي أكد أنها ستكون متصارعة وفق تصريحات عبيد.

ولفت إلى أنّ العديد من المواقف من هنا وهناك،ستوضّح حقيقة ما سيجري ،مبيّنا أن الوضع سيكون كارثي،إذا ما ألحقت هذه الاستقالات، باستقالات أخرى واتّحادات خارج النداء وتكون القيادة عاجزة عن لملمة صفوف منتسبيها، داخل العمق التونسي.

ولاحظ أنّ المستفيد الوحيد لما يحدث على المستوى المتوسط والبعيد هي حركة النهضة،مبينا أن صراعات النداء هو خدمة مجانية للنهضة بالوكالة عنها، معتبرا انه إذا تواصل مشهد الحركة الوسطية في التشرذم فان الاستحقاق الانتخابي  2019 ستكون فيه حركة وحيدة متماسكة وهي حركة النهضة، مضيفا انه يعد بمثابة رمي طريق استفراد النهضة بالحكم بالورود والمشكلة أن الذي يمهلها الطريق غير واعي لما سيحدث لاحقا وفق تعبيره.

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي عليّة العلاّني أنّ أزمة نداء تونس هي أزمة قديمة،جديدة نتيجة عدم وجود مؤتمر منذ 4سنوات وعدم وجود قيادة منتخبة،مضيفا أنّ الصّراع بين الحزب والحكومة التي يحاول النداء تغييرها هي عناصر شكلت أزمة مرشّحة للتوسع أكثر فأكثر في اتّجاه حسم من هذا الجانب او ذاك.

ولاحظ انه في حال تواصل هذا الوضع المتردي فانه من الضروري العمل على إيجاد مدوّنة سلوك سياسية،جديدة لفض الصراع وعلى الحكومة أن تكوّن إستراتيجية تواصل مع الأحزاب التي شكّلتها .

واعتقد العلاّني من جانب آخر أنّ انعدام الحوار بين حزب النداء والحكومة، ستكون نتيجته حسم بعض الأجنحة ضدّ الجناح الآخر، مضيفا أنّ ذلك لن يفيد التّجربة الديمقراطية،ما سيدفع إلى طرح الأسئلة التالية:

لماذا لم يتمكّن النداء من تطبيق برنامجه الانتخابي الذي صعد على أعقابه للحكم؟ وعليه تقديم مبّررات في ذلك ولا شعارات فقط.

لماذا لم يتمكّن حزب النداء من عقد مؤتمره الوطني رغم مرور 4 سنوات على الانتخابات التي صعدته للحكم ؟

لماذا لم تكن للنّداء خارطة طريق قصيرة ومتوسطة المدى؟ على اعتبار أنّه من غير المعقول أن يكون حزب في الحكومة ولا تكون له خارطة طريق واضحة المعالم.

وتساؤل عمّا سيفعل حزب النداء وهو على أبواب انتخابات ، ولا يمتلك إستراتيجية لخوض الانتخابات وهو الذي وجد في انتخابات 2014  ليخلق توازنا داخل الساحة السياسية ولكن النتيجة كانت عكسية تماما ، حيث ترك حركة النهضة تلعب وحدها في المشهد السياسي دون أن تجد حزبا يوازيها ويستطيع أن يكون ندّا لها.

وبيّن أن أزمة تونس اليوم  تتمثل في غياب حزبان متكافئان، وهو ما يدفعنا إلى آن نفكّر في القريب العاجل بتغيير نمط النظام السياسي والقانون الانتخابي لأننا سنكون أمام أوضاع اقتصادية واجتماعية شديدة التعقيد لا يمكن أن نواجهها بهذا التشرذم السياسي والقانوني وفق تعبيره.