تقدير موقف/ هل تهتز العلاقات الاقتصادية بين تونس وألمانيا بعد حادث برلين الإرهابي ؟

بعد ما وقع تداوله مؤخرا حول إمكانية تأثر العلاقات الاقتصادية بين تونس وألمانيا غداة الحاث الإرهابي الذي جد بألمانيا، فإن قراءة واقع الشراكة العريقة بين البلدين لا يحتمل تأويلات حول احتمال تراجع نسق استقرارها وتطورها.

ويذكر أنّ علاقة تونس بألمانيا ترجع إلى أكثر من ستين سنة تضاعف فيها حجم المبادلات 80 مرة ليناهز حاليا 7.3 مليار يورو سنويا أي ما يعادل 17.6 مليار دينار.

من ناحية أخرى، تترجم صلابة العلاقة بين البلدين بوجود أكثر من 760 مؤسسة ألمانية بتونس فضلا عن نشاط حوالي 300 مؤسسة مختلطة تنشط في جل القطاعات و أساسا في ميدان الصناعات المعملية بعدد عاملين يتجاوز 70 ألفا و بواقع قيمة للاستثمارات في حدود 1.9 مليار يورو  بما يساوي 4.3مليار دينار.

غير أنّ متانة العلاقة بين البلدين تدعمت أكثر بفضل السياحة، بما جعل من ألمانيا ثالث شريك لتونس في الاتحاد الأوروبي على مستوى المبادلات الاقتصادية.

ودون مزيد الخوض في تفاصيل مسار العلاقة التونسية الألمانية و آفاقها الواعدة، فإنّ تعزيز حضور ألمانيا بتونس لا سيما طيلة السنوات الأخيرة التي اتسمت بصعوبات مالية عديدة كداعم للاقتصاد التونسي ومشاركتها الفعالة في المؤتمر الدولي للاستثمار المنعقد مؤخرا، يجعل من الصعب توقع تراجع نسق المعاملات التجارية و الاستثمار الألماني في تونس بأي شكل.