تقدير موقف / كتيبة عقبة بن نافع تكشف عن مخطّطها للمرحلة القادمة و ستقوم بأعمال تنفّذها لأوّل مرّة " القاعدة"

لا يخلو  الإصدار المرئي الجديد لكتيبة عقبة بن نافع  من الجانب الدعائي  الذي هدفه بثّ الخوف و الهلع  وإشاعة  أنّها قوية و متماسكة رغم أنّ حقيقتها الميدانية و العسكرية غير ذلك ، فهي محاصرة  وتعاني من  قطع  مسالك الدعم  اللوجستي لها ، إضافة إلى أنّ أغلب قياداتها العسكرية المتمرسة قتلت .

و أظهر الفيديو  أنّ  أغلب عناصرها من  الشباب في العقد الثاني  من العمر  منهم ربما من إلتحق مؤخّرا  بهذه المجموعة الإرهابية  ومنهم من كان في الصف الثاني و الثالث ، إلى جانب  أنّ  من يخطّط و يحرّض لا يحمل الجنسية التونسية  وواضح أنّه جزائري  .

الجانب الدعائي  هو جزء من العملية الإتصالية  لهذه المجموعات الإرهابية  التي تعوّدت دائما التضخيم من إمكاناتها  ومن العمليات التي تقوم بها  بغاية  إبراز  أنّها " تسيطر على الوضع " و أنّ الأجهزة الأمنيّة و العسكريّة لم تتمكّن  من القضاء عليها " .

غير أنّ هذا الجانب لا يجب أن يهمل أيضا  أنّ هذه المجموعة مازالت قادرة على التحرك ، ومازالت  تتحصن بالجبال  ومازالت أيضا قادرة على  تنفيذ عمليات إرهابية وإن كانت بسيطة  وهو ما يتطلب دائما الإنتباه و اليقظة وخاصة متابعة  مخططاتها   التي قد يتم الإعلان عنها بطريقة غير مباشرة .

وفي الإصدار المرئي الأخير  هدّد  أحد إرهابيّي  هذه المجموعة بأنّ " الكتيبة " ستلحق بكم في الشوارع  و في  المنازل و في أي مكان".

ورغم أنّ المسألة لا تتجاوز التهديد  اللفظي ( و لا تخلو كافة إصدارات هذه المجموعات من التهديد)  فإن ما يلفت الإنتباه  هو " الملاحقة في الشوارع "  وهو ما يعني النزول إلى  المدن وتنفيذ عمليات  إرهابيّة.

و المتتبّع لأداء هذه المجموعة الإرهابية  منذ إلتحاقها  بجبل الشعانبي  يلاحظ أنّها  حصرت عمليّاتها  في جبل  الشعانبي  و الجبال القريبة منه  و لم تنزل إلى الشوارع  مثلما فعل  " داعش " الذي نفّذ عمليات في شارع محمد الخامس و باردو  و سوسة  وحاول السيطرة  على مدينة بن قردان .

و عليه فإنّ الحديث  اليوم عن النزول إلى الشوارع هو تطوّر جديد في تخطيط هذه المجموعات  .

يعتبر تطورا جديدا  بالنظر إلى " خطّة التوجيهات الجهادية"  التي أقرّتها القيادة العامة للقاعدة بعد  ثورات الربيع العربي   ومازالت سارية المفعول إلى الآن  وتقوم الخطة على العمل من أجل  إنشاء حاضنة شعبية و كسب عطف الناس  و تركيز العمليات الإرهابية على الأمنيّين و العسكريّين .

ميدانيّا وعسكريّا  لا توجد مؤشرات ملموسة تؤكد قدرة القاعدة  على تنفيذ مثل هذه العمليات  أو النزول للشوارع  و الإنتقال بمعركتها  من الجبال إلى المدن ، لكن هذا التوجه وجب الإحتياط منه.