رأي / معركة مخازن السلاح واجهة أساسية في مقاومة الإرهاب

أعلنت وزارة الداخلية أمس السبت 12 نوفمبر،الكشف عن مخزني سلاح بمدينة بنقردان و حجز كميات هامة من الأسلحة و الذخيرة .

العنوان الأول الذي يبرز هو أن الحرب على الارهاب حقيقة مازالت قائمة على أكثر من واجهة ، و أن النجاحات الأمنية و العسكرية التي  تم تحقيقها في تفكيك خلايا هذه المجموعات و تصفية قياداتها العسكرية لا يجب بأي حال أن يدفع نحو شعور " الرضاء عن الذات " .

تخزين الأسلحة ، يشير مباشرة إلى استعدادات و مخططات قادمة تُعد لها هذه المجموعات و تنتظر  اللحظة المناسبة ( انطلاقا من تقييمها ) للتنفيذ ، ويبقى الهجوم الإرهابي الفاشل على مدينة بنقردان خلال شهر مارس الفارط  أبرز مثال على أقصى تخطيطات هذه المجموعات .

لقد نفذت هذه المجموعات ( خاصة الموالية لداعش) كافة أشكال الأعمال الإرهابية ، استهدفت اقتصاد البلاد ( عمليتي باردو و سوسة) و نفذت العمليات الانتحارية( عملية الحافلة الأمنية) ، و نفذت عمليات الاغتيالات و الذبح ( الراعي السلطاني في المغلية و الرقيب أول سعد الغزلاني ) و حاولت السيطرة على الارض من خلال عملية بنقردان الفاشلة.

لا يوجد إلى الآن ما يؤكد أن هذه المجموعات بصدد التراجع عن مخططاتها  رغم الهزائم التي تعرضت لها في تونس ، وربما مؤشرات أنها ستتحرك بخطوات أسرع  قائمة بوضوح وهي مرتبطة بتطورات الوضع الأمني و العسكري في ليبيا و خاصة في مدينة سرت ، و أيضاً تطورات الوضع في مدينة الموصل العراقية و الاستعدادات  لدخول مدينة الرقة السورية .

و يبقى مضمون آخر رسالة صوتية لزعيم داعش ابو بكر البغدادي  ودعوته الواضحة لنقل المعارك الى البلدان الأخرى  أقوى المؤشرات  لفرضية تخطيط هذه المجموعات لأعمال ارهابية في المنطقة،

في هذا الإطار ، فإن الكشف عن مخازن السلاح   في ولاية مدنين أو غيرها يعتبر حلقة أساسية و رئيسية  في احباط مخططات هذه المجموعات و قطع الطريق أمام ما تستعد له ، و لا نعتقد اننا نبالغ حين نقول ان الكشف عن هذه المخازن أهم من تصفية الارهابي طلال السعيدي .

الإرهابيون المتحصنون  بالجبال دائرة تحركاتهم معروفة  ومخططاتهم معروفة

( استهداف الدوريات الأمنية و العسكرية ) ، و هي مخططات ارهابية خطيرة دون شك ، لكن تخزين الأسلحة في المدن و الاستعداد لعمليات كبيرة في المدن تصبح أخطر .