تقدير موقف / لماذا لا تنعى داعش قتلاها في تونس ...؟

كل متتبع للأداء الإعلامي لداعش يقف على حقيقة تتمثّل في أنّ هذا التنظيم الإرهابي  يُولي الجانب الإعلامي  أهميّةً فائقةً ، يظهر ذلك من خلال استغلاله لفضاءات التواصل الاجتماعي بكافّة أنواعها و إصداراته المكتوبة و المرئيّة و المسموعة ، مركزا خاصة  على كل ما هو دعائي و تحريضي .

و من بين  الوجهات التي يركّز عليها  مسألة " نعي " مقاتليه  الذين  قتلوا سواء في الاشتباكات و المعارك أو  في العمليّات الانتحاريّة .

من سوريا إلى العراق إلى ليبيا  لا يكاد يمرّ يوم دون نعي أحد الإرهابيين المقتولين ، فقط في تونس  تكاد تكون هذه النقطة غائبة .

فرغم مقتل قيادات لهذا التنظيم في تونس على يد أبناء المؤسّسة العسكريّة و الأمنيّة  فإنّ إصدارات هذا التنظيم لا  تتعرّض إليهم  باستثناء بعض التحديثات الشخصيّة على شبكة التويتر .

وهو ما يطرح السؤال لماذا؟

أولا : واضح  أنّه تمّ ضرب و استهداف الجناح  الإعلامي لهذا التنظيم في تونس وأصبح محاصرا  مما يجعله غير قادر على التحرّك .

ثانيا : ضرب الجناح الإعلامي لداعش  تونس لا يفسّرعدم صدور " النعي" في  الإصدارات الأخرى للتنظيم الأرهابي ( مثلا : مصادر  صحيفة النبأ الداعشيّة في عديد المناسبات  هي وكالات الأنباء العالميّة ) ، مما يعني أنّ ثمّة أسباب أخرى .

ثالثا: من الأسباب الأخرى هي موقع التونسيين  في هيكلة التنظيم  خارج تونس ، إذ لم يتمكّن  التونسيون  رغم أهميّة عددهم من الوصول إلى مواقع قياديّة في التنظيم مقارنة مثلا بالسعوديين و العراقيين  و حتى المصريين .

رابعا: بعد مقتل كمال زروق   في سوريا ،  نُشرت عديد النصوص تشير إلى مشكلة التونسيين في سوريا و العراق وما يتعرّضون له من طرف السعوديين و العراقيين خاصة  من تقليل لمكانتهم  ممّا دفع البعض منهم لمحاولة الفرار.

خامسا : ما يمكن استنتاجه أنّ دواعش تونس  شبه معزولين  عن التنظيم   وأنّ الاتصالات التي يتم الكشف عنها من حين إلى آخر هي اتصالات " التابع " بالمتبوع .