وثائقي "تراجيديا دولة الاستقلال محاولة الانقلاب على بورقيبة 1962 " المخرجتان فتحية و مبروكة خذير تتحدثان لـ"آخر خبر أونلاين"

 أفادت المخرجة فتحية خذير في تصريح لـ"آخر خبر أونلاين"،  اليوم الخميس 18 جانفي 2018 ، أن الشريط الوثائقي "تراجيديا دولة الاستقلال محاولة الانقلاب على بورقيبة 1962 " كان فكرة للمؤرخ خالد عبيد كاتب السيناريو، و البداية كانت كفكرة لتسليط الضوء على الغموض الذي لف تلك الحقبة الزمنية في فيلم توثيقي من اخراج مبروكة و فتحية خذير.

وأوضحت أنّ فكرة الفيلم كانت منذ سنة 2008 عندما كان المؤرخ خالد عبيد والصحفية مبروكة خذير يشتغلان في حقائق و كتبا مقالا حول الموضوع لكن تمت صنصرته، ومن هناك بدأت الفكرة ليتم الانطلاق في تنفيذها بعد الثورة من خلال تسجيل الشهادات و العمل على الحصول على الأرشيف المتعلق بالقضية من تونس وفرنسا . 

كما قالت إن الفيلم هو عبارة عن قراءة في محاولة الانقلاب العسكري على حكم الرئيس الحبيب بورقيبة في ديسمبر 1962 وما أعقبه من إعدام 10 من المتّهمين بين عسكريين ومدنيين، في تجسيد سينمائي تطرق الى الدوافع و الأسباب و العلاقة بين منفذي العملية ثم تجسيد عملية اعدام المتورطين و ما بعدها  في نقل لأحداث تاريخية  ضمن سيناريو فيه تناول وثائقي  لتاريخ الدولة و وجهة نظر مؤرخ معاصرة تم ربطها في نهاية الفيلم بمسألة عدم تدخل الجيش في احداث الثورة 2011 .  

من جانبها، قالت مبروكة خذير في ذات السياق إن الفيلم ينتهي بالثورة، بما معنى ان تلك المحاولة الانقلابية التي تمت التغطية على أحداثها وتفاصيلها و لملمتها بصفة وجيزة لديها امتداد في التاريخ لأن المحاولة الانقلابية التي حاول القيام بها عدد من العسكريين والمدنيين كانت بمثابة درس لمؤسسة الجيش الوطني في أن يكون جيشا جمهوريا يذود عن الوطن  و لا يتدخل في السياسة . 

و أضافت، في الفيلم حاولنا أن نبين ان تلك المحاولة الانقلابية لسنة 1962 العبرة التي استخلصت منها هي أن الجيش ينأى بنفسه عن كل ما هو سياسة، و لذلك لوحظ أن الجيش لم يكن له تدخل كبير في أحداث الثورة رغم ان الوضع كان مناسبا و كانت هناك حتى دعوات للعسكريين في ان يأخذوا زمام الحكم والأمور في البلاد لكي لا يحدث انفلات، لكن الجيش كان لديه الدرس من تلك الحقبة  و التزم بمهمته في ان يدافع على حياض الوطن داخليا و خارجيا من أي اعتداء دون التدخل في السياسة . 

و قالت إن التحدي كان كبيرا للمخرجتين فتحية ومبروكة خذير  في كيفية تطويع تلك  المادة التاريخية و إخراجها اخراجا سينمائيا  توثيقيا لسيناريو يكتبه مؤرخ، وهي سابقة في تونس، حيث عمل  خالد عبيد من خلال علاقته القريبة بعائلات المتورطين ومن خلال نظرة المؤرخ في نقل التفاصيل و الشهادات لتكون القراءة متوازنة وموضوعية . 

هذا ويذكر أن الفيلم مدته ساعة و فيه صور عن الثورة تعكس تبعات تلك المحاولة الانقلابية على المشهد السياسي في تونس  وفيه شهادات عن رئيس الجمهورية  الباجي القائد السبسي و دور بن علي في تلك المحاولة .

و سيعرض للمرة الثانية يوم السبت القادم 20 جانفي 2018 في قاعة لاغورا المرسى بعد العرض الأول الذي حضرته كل الاطراف من مؤرخين و عائلات المورطين في محاولة الانقلاب خاصة عائلة لزهر الشرايطي ممثلة في ابنته وحفيدته  ، و كذلك حضرت ايضا عائلة الحبيب بورقيبة ممثلة في احفاده اضافة الى حضور بعض من قدم شهادته في هذا الفيلم مثل امر الحرس الوطني سابقا سالم الصباغ و الوزير السابق الطاهر بلخوجة و ابن المناضل الوطني  المرحوم علي المعاوي و لزهر بن سالم العسكري الذي كان مكلفا بكتابة التقرير حول عملية الانقلاب .