ثقافة

كتاب "حبس النّساء" للقاضية روان بن رقية... نبش في هوامش صامتة...

10 ديسمبر 2021 15:38 أمنة السليطي

بين "ليلة الفزع" و"غبار الشّرف" مسافة كتاب بحجم متوسّط، وغمار تجربة بمعانٍ عميقة مكثّفة، شرّحتها صاحبته القاضية والكاتبة الشّابة روان بنرقيّة الّتي اختارت له اسم "حبس النّساء".

مولود جديد، هو الثاني للكاتبة، صدر بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الموافق ليوم 10 ديسمبر، من كلّ سنة، ويعتني بسجن النّساء، وحقوق شريحة لازم الصّمت كلّ ما يحيط بمأساتهنّ. لتُخرج بنرقيّة قضايهنّ المجتمعيّة، المصابة في مقتل بسبب هشاشة هذه الفئة، إلى العموم بطريقة فنيّة وإبداعيّة، في ستّة أبواب أو أقصوصات، وسط بيئة يلاحقها الفضول والأسلاك الشّائكة والمعاجم الخاصّة.

وبالتأمّل في مجموعة روان بنرقيّة نلاحظ أنّها أقرب إلى الرّواية بوجود بداية واضحة لعبتها قصّة "ليلة الفزع" ونهاية جليّة تختم النصّ بانتهاء مسار أقصوصة "غبار الشّرف" والتي ترتسم عبرة وحلّا للغز كتاب عالج مفهوم الشّرف في زمن الوصم والنفاق الاجتماعيّ وزيف ما يظهر من الأشياء. وبينهما تسلسل أحداث عديدة من اكتشافات صحفيّة شابّة، وهي الشخصيّة الرئيسيّة في الكتاب، تؤثث مادّة إعلاميّة في عالم ينتمي إلى ما يسمّى في التيّار الإبداعيّ ال underground (عالم ما تحت الأرض أو عالم البؤس السّفليّ).

في النص قضايا هامّة أخرى طُرحت منها زواج القصّر والشّرف والجسد ومؤسسة الزواج. محاور أُهملت لعقود فأنتجت ارتدادات سلبيّة في المجتمع وعوض علاجها من جذورها ذهب البعض إلى التعاطي مع نتائجها، فتجلت أزمة قيمية، تبرز بين الفينة والأخرى، خلف جدران المنازل أو في الشّارع أو داخل المؤسسات التربوية، وكأن بنرقية، القاضية الّتي تعرف جيّدا وضعية السجون وسلوكيات المسجونات وأسباب زلات أقدامهن، تؤكّد أنهن لسن أكثر من تجليّات لأزمات مركّبة ومجترّة، منها السلوكي والاجتماعي والاقتصادي والانثروبولوجي، تجليّات غاصت فيها في كتابها دون مرواغة أو تحسينا لشروط للتفاوض أو مساحيق تجميل...

ختاماً كتاب "حبس النساء" لروان بنرقية كتاب جدير بالتناول والتمعّن والدراسة

10 ديسمبر 2021 15:38

الاكثر قراءة
الاكثر مشاركة

كتاب "حبس النّساء" للقاضية روان بن رقية... نبش في هوامش صامتة...

المزيد