العالم

نحو تدويل مقتل  معمّر القذافي

نحو تدويل مقتل معمّر القذافي

25 اوت 2017 19:13 رصد_جواهر
تتّجه أطراف ليبية إلى تدويل جريمة إغتيال الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ونجله المعتصم بالله القذافي بعد أسرهما في إحدى ضواحي مدينة سرت وهما على قيد الحياة وفي صحة جيدة في 20 أكتوبر 2011، وذلك من قبل متمرّدين تابعين لميلشيات مدينة مصراتة، تلقوا دعما مباشرا من قبل وحدات عسكرية أجنبية خاصة كانت تتحرك على الأرض للمشاركة في الإطاحة بالنظام الليبي السابق تحت غطاء جوي تابع لمنظومة الناتو.
 
وبعد أن أكد العقيد أحمد المسماري المتحدث الرسمي بإسم الجيش الوطني الليبي أن إغتيال القذافي يعتبر جريمة حرب ، إتهمت اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان قطر وأميرها السابق حمد بن خليفة بالضلوع في قتل  الزعيم الليبي السابق  ونجله المعتصم بالله، بعد أسرهما في 20 أكتوبر 2011  وإعتبرت اللجنة، في بيان صحفي  أن جريمة مقتل القذافي ونجله بعد أسرهما على قيد الحياة، والتنكيل بهما وقتلهما والتمثيل بجثتيهما بصورة وحشية، ودفنهما في مكان مجهول، جريمة حرب مكتملة الأركان، وإنتهاك للقانون الدولي الإنساني ومعاهدات جنيف لأسرى الحروب والنزاعات المسلحة، وخارج أيّ منطق أو إعتبار لآدمية الإنسان.
 
وأكدت اللجنة أن عرض جثتي العقيد الراحل وإبنه في فضاء مفتوح بمدينة مصراتة لمدة ثلاثة أيام، بشكل مُنافٍ لكل القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية، كونهما أسيري حرب في حالة نزاع مسلح، وتنطبق عليه قواعد التعامل مع أسرى الحرب التي نصت عليها إتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والبروتوكولات المكمّلة لها، وما نص عليه القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بوضع الحماية لأسرى الحرب خلال النزاعات والحروب الدولية منها وغير الدولية.
 
وإنتقد البيان إستمرار الصمت المريب وغض الطرف من قبل المحكمة الجنائية الدولية، حيال الجريمة، وطالبت المحكمة الجنائية الدولية بتحمل مسؤوليتها القانونية وفتح تحقيق شامل في مقتل العقيد الراحل معمر القذافي ونجله المعتصم بالله، بإعتبارها مسؤولة بشكل مباشر عن إصدار مذكرة التوقيف والملاحقة للقذافي، وتحديد الأطراف المحلية والإقليمية والدولية المتورطة والمسؤولة عن جريمة قتل العقيد الراحل، وفي مقدمتها حكومتا قطر وفرنسا.
 
كما طالبت اللجنة، الأمانة العامة للأمم المتحدة، بتشكيل لجنة تحقيق دولية خاصة بجريمة قتل العقيد الراحل معمر القذافي، إذ أن هناك معلومات وتقارير مؤكدة حول دور قطر وفرنسا في تصفيته حتى يصمت نهائيا ولا يعترف بعدة أمور وأسرار، تتعلق بقضايا دولية ذات حساسية معينة، حال أُعتُقل وقُدِّم للمحاكمة، إذ تشير المعلومات إلى تورط قطر وأميرها السابق حمد بن خليفة آل ثاني في مقتل القذافي، بعدما أمر «حمد» قائد قواته الخاصة بالإجهاز عليه، نتيجة معلومات خطيرة كانت بحوزة الرئيس الليبي عن حكام دولة قطر ودورهم التخريبي ودعمهم لتنظيمات إرهابية ومتطرفة في النيجر وتشاد وأفغانستان والصومال، ومحاولاتهم إثارة الفوضى ودعم قوى المعارضة بالسعودية والبحرين وسوريا واليمن.
 
وبحسب البيان، تفيد المعلومات والتقارير بأن العقيد القذافي قُتل من قبل وكيل المخابرات الفرنسية، بناء على أوامر مباشرة من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وذلك من أجل إخفاء معلومات وأسرار بحوزته، منها الدعم المالي للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي في الإنتخابات الرئاسية، وكذلك الصراع الإستثماري والإقتصادي في إفريقيا.
 
وفي جوان الماضي ،  كشف  محمد رشيد مستشار الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات أن قتل القذافي ونجله المعتصم بعد أسرهما لم يكن إنتقاما بل قرار نُفِذ لإطفاء أسرار كثيرة وخطيرة، مؤكدًا أن جماعة إخوان ليبيا قتلوا القذافي، وقتلوا وحرقوا عبد الفتاح يونس، وقتلوا السفير الأمريكي، وخسروا 3 إختبارات إنتخابية فقرروا قتل ليبيا.
 
بينما  تحدثت الصحيفة الروسية «أرغومنتي نيديلي» عن معلومات تؤكد وقوف أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني وراء مقتل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، بعدما أمر شخصيا قائد قواته الخاصة بالإجهاز عليه
 
وذكرت الصحيفة الروسية أن إحدى سفن بلادها التي كانت مرابطة أثناء الأحداث في مياه البحر الأبيض المتوسّط قبالة الشواطئ الليبية تمكنت بفضل أجهزة تنصّت من إعتراض مكالمة أجراها قائد القوات القطرية الذي لم يُعر إهتماما للحيطة في خضمّ الفرحة بالنصر الذي شاركت فيه قواته في ليبيا مع أمير قطر شخصيا، أخبره فيها بصريح العبارة أنه قد أجهز على العقيد الجريح، فأثنى الأمير القطري على الضابط ووعده بمكافأة مجزية -حسب ما أكدته الصحيفة ذاتها - مكذبة بذلك ما روّجته وسائل الإعلام الغربية بخصوص مقتل القذافي على يد الشاب الليبي ذي 18 ربيعا.
 
كما أكدت الصحيفة الروسية أن مشاعر العداء التي يُكِنّها الأمير القطري حمد تجاه القذافي سببها تعرّضه للإهانة خلال القمة العربية في سرت، حين سخر منه القذافي قائلا: «يا أخي لقد سمنت وأصبحت شبيها بالبرميل، وعلى الأغلب أن الأريكة الفاخرة المعدّة لجلوسك لن تتّسع».
 
وتناولت صحيفة «أرغومنتي نيديلي» الروسية تصريحات ولي العهد القطري حينها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في شهر أكتوبر من عام 2011، بخصوص إنخراط مئات القطريين منذ بداية الحرب في ليبيا في صفوف الثوار، مؤكدا أنهم ليسوا مدنيين بل من نخبة القوّات القطرية الخاصّة.
 
وكانت قطر قد خاضت حربا إعلامية وسياسية وعسكرية ضد النظام الليبي السابق منذ أواسط فيفري 2011، وفي 20 من الشهر ذاته  أصدر رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذراع الشرعي لحكومة الدوحة يوسف القرضاوي  فتوى بقتل العقيد معمّر القذافي، وأهاب بالعسكريّين الليبيّين عدم إطاعة أوامره بإطلاق النار على المتظاهرين الليبيين، في مقابلة مباشرة على قناة "الجزيرة" الفضائية.
 
وقال الشيخ القرضاوي "وأنا هنا أفتي .. من يستطيع من الجيش الليبي أن يطلق رصاصة على القذافي أن يقتله ويريح الناس من شرّه".
وسعت قطر لإغتيال القذافي والتخلص منه نهائيا حتى لا ينجو من المعارك ولا يقف أمام أية محكمة فيكشف طبيعة المؤامرة عليه وعلى بلاده كما حدث مع الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين
 
وبحسب مراقبين، فإن حكام قطر أصرّوا على التخلص من القذافي، وهم من كانوا وراء فكرة عرض جثته في فضاء مفتوح لمدة ثلاثة أيام في مدينة مصراتة بشكل مناف لكل القيم الإنسانية إمعانا في التشفي وفي إذلال الشعب الليبي الذي مثل القذافي حاكما لبلاده لمدة 42 عاما، كما أن المخابرات القطرية أوصت أمراء الميلشيات في مصراتة بضرورة دفن القذافي في مكان مجهول حتى لا يتحوّل قبره مزارا لأنصاره فيُشوّش على مشروع الإخوان لحكم البلاد، كما هو الشأن مع قبر صدام حسين في العراق عندما دفن في مسقط رأسه بمحافظة تكريت.
 
وكانت تقارير إعلامية قد أكدت أن جهات أجنبية تورطت في إغتيال الزعيم الليبي الراحل  ، فبتاريخ 29 سبتمبر2012، نشرت صحيفة "لا كوريري ديلا سيرا" الإيطالية تحقيقا خلصت فيه إلى أنّ القذافي لقي مصرعه على يد "جاسوس أرسله الرئيس الفرنسي وقتها نيكولا ساركوزي"
 
وفي الحقيقة فقد خلصت الصحيفة إلى ذلك بعد أن تحدث رئيس المجلس الإنتقالي الليبي ساعتها محمود جبريل إلى قناة تلفزيونية مصرية هي قناة "دريم" مشيرا إلى أنّ "عميلا أجنبيا تسلّل إلى كتائب الثوار لقتل العقيد القذافي"
 
كما أخذت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تلك القصة وتابعتها وأجرت حوارا مع مسؤول العلاقات مع أجهزة الأمن الخارجية في المجلس الإنتقالي ساعتها رامي العبيدي الذي قال  إن أجهزة الإستخبارات الفرنسية السرية هي التي لعبت دورا محوريا ومباشرا في مقتل القذافي" وهو ما وافق عليه جزئيا مدير في منظمة "هيومن رايتس ووتس" في تصريحات لقناة "TV5" الفرنسية قائلا إنّه من المؤكد أن طائرات أمريكية وفرنسية شاركت في العملية لكن لا أدلة على وجود أعضاء من الإستخبارات الفرنسية على الأرض.
 
وأضاف  العبيدي إنّ إتصالا هاتفيا أجراه القذافي مع أحد أتباعه، وكان لاجئا في سوريا، إنتهى إلى تحديد مكانه بدقة ، في إشارة إلى إتصال القذافي بمشعان الجبوري صاحب قناة « الرأي » التي كانت تبث من داخل سوريا لتسجيل كلمة موجهة إلى الشعب الليبي .
 
يذكر أن عمران بن شعبان ،الذي قيل أنذاك أنه من قام بقتل القذافي و ظهر بن شعبان أكثر من مرة في أشرطة فيديو وهو يرفع في يده مسدس القذافي الذهبي الذي إستولى علي، توفي في 25 سبتمبر 2012 في فرنسا وهو شاب ليبي عمره 22 سنة
 
وتم إختطاف عمران وإطلاق الرصاص عليه في بني وليد، وشكلت وفاته حدثا في ليبيا لاسيما بعد أن أسبغ عليه المجلس الإنتقالي صفة "البطل الشجاع والشهيد" وتساءلت قناة "فرنسا 24" الرسمية عن السبب في نقل عمران السريع لفرنسا. وردا على أحد أسئلتها، نقلت عن مسؤول في الخارجية الفرنسية قوله إنّه تم منحه تأشيرة إنسانية لتوفير العلاج الطارئ له
 
وبحسب محللين ليبيين، فإن  القذافي وقع في قبضة المتمردين وهو حي مثله مثل نجله المعتصم بالله، وكان من المفروض تقديمهما إلى محاكمة عادلة، إلا أن حكام قطر الذين كانوا يديرون الأحداث في البلاد خلال تلك الفترة، ويتزعمون الفريق المنتصر في الحرب الأهلية، قرروا التخلص من القذافي نهائيا، لأسباب عدة منها أنه يُعتبر خزينة أسرار، يمكن أن يكشفها العقيد الراحل أمام القضاء في حال محاكمته وعدوّ معلن لقوى الإسلام السياسي ويمكن أن يهدد مشروع قطر في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بسعي الدوحة لتمكين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة.
 
وتتجه أطراف سياسية وحقوقية ليبية إلى تدويل جريمة إغتيال القذافي للكشف عن الأطراف التي نفذت الجريمة خصوصا مع توجيه أصابع الإتهام إلى أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني  وشريكه في مشروع خراب ليبيا  نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي الأسبق.
 
 المصدر : بوابة إفريقيا الإخبارية
25 اوت 2017 19:13

المزيد

إعلام رسمي إيراني: عراقجي يؤكد عقد اجتماع الجمعة في جنيف مع مسؤولين أوروبيين

 رويترز – ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن وزير الخارجية عباس عراقجي أكد يوم الخميس أنه سيلتقي بالنظراء من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بالإضافة إلى مسؤولة ...

19 جوان 2025 12:31

إعلام رسمي: رسالة للزعيم الأعلى الإيراني خامنئي ستبث على التلفزيون قريبا

 (رويترز) – ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية يوم الأربعاء أن رسالة تلفزيونية للزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي ستبث قريبا.   وكان آخر ظهور لخامنئي يوم الجمعة ...

18 جوان 2025 11:30

العاهل الأردني: هجمات إسرائيل على إيران “تشكل تهديدا للناس في كل مكان”

 رويترز– قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في كلمة أمام البرلمان الأوروبي يوم الثلاثاء إن هجمات إسرائيل على إيران وسعت نطاق صراعاتها في المنطقة إلى مستوى ...

17 جوان 2025 12:10

إيران تعلن عن إجراءات مضادة لقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية

 (رويترز) – ذكر التلفزيون الرسمي الِإيراني يوم الخميس إن طهران أعلنت عن إجراءات مضادة لقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أعلن الجمهورية الإسلامية غير ...

12 جوان 2025 10:55

المبعوث الأمريكي لسوريا يصل إلى دمشق في زيارة تاريخية

 (رويترز) – وصل المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك إلى مقر السفير في العاصمة دمشق يوم الخميس، في أول زيارة رسمية منذ إغلاق السفارة الأمريكية في 2012 بعد عام ...

29 ماي 2025 12:10