نظّمت جريدة التّحرير الجزائريّة خلال شهر مارس من سنة 2015 ندوة حول الثّورة التحريريّة الجزائريّة بمنطقة وادي سوف تحت عنوان :” دور الجالية الجزائريّة في تونس في الثّورة التحريريّة ”
حيث تمّ التطرق إلى أهمية البطولات التي ساهم بها رجال الثورة التحريرية بالوادي و إمتدادها إلى تونس
نعيد في " آخر خبر أونلاين" نشر مقتطفات منها بمناسبة ذكرى إنطلاق الثّورة الجزائريّة 1 نوفمبر:
حشاني قدادرة : هجرة السوافة لتونس لم تكن من أجل لقمة العيش فحسب ، بل للحفاظ على الهوية و النضال و هناك معارك في الرديف خاضها السوافة و لم تؤرخ لحد الساعة ..
كما أشار قدادرة حشاني أنه يجب معرفة أن هجرة السوافة إلى تونس لم تكن من أجل لقمة العيش فحسب ، فكثيرا ما يتحدث البعض على أن الهجرة هي من أجل الجانب الإقتصادي حيث تعتبر هذه النظرة خاطئة فهؤلاء هاجروا لأنهم شعروا أن الاستعمار عبء ثقيل على حياتهم اليومية فإختاروا الهجرة للعمل بحرية مطلقة من أجل المحافظة على الوطن وتحريره حيث توجد لدينا الأدلة على ذلك فمنطقة الرديف والتي شهدت معارك ساهم فيها 500مجاهد لمدة 3 أيام و هي معارك متواصلة ليلا نهارا بجميع أنواع الأسلحة و ذلك في سنة1955 و لم تذكر أو تؤرخ حيث قام الجيش الإستعماري الفرنسي بحصار أكثر من 500 مجاهد في منطقة “جبل زريف”أين تسلل 6 مجاهدون حيث هربوا ودخلوا إلى شركة براشيم أين قاموا بذبح 6 مهندسين فرنسيين حيث تسلل الجيش الوطني برمته إلى المكان وهنا فك الحصار كما خرج الفرنسيون بالأسلحة أين أطلقوا النار على كل من هبّ ودبّ على “نزلة السوافة ” بالرديف بتونس ، دون أن ننسى أن السوافة في رديف كانوا أكثر نضجا من غيرهم سواء ثقافة أو جهادا والدليل على ذلك أنه عند قيام الثورة التونسية سنة 1952 أول من إنضم إليها هم السوافة ومنهم القائد الشهيد بن عمر الجيلاني والقائد الطالب العربي وعبد المالك الجنة رحمه الله أين نشعر بالوعي الوطني الديني المتعمق ، بالإضافة إلى مساهمة الكل في الثورة سواء بالمال أو بالكلمة أو بالجهاد حتى الأطفال الصغار بالإضافة إلى أن الوادي معروفة بدرب السلاح فالشهيد بن موسى البشير وجماعته كانوا يشترون السلاح من تونس لكن عندما تجد الدليل المادي كوجود بعض الأسلحة في بعض الأماكن التي تدل على أن هذا المكان كان مخبأ للسلاح أثناء الثورة التحريرية أو نقطة توقف والمرور إلى الاوراس ونحن نطالب الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين البشير العبادي بالوادي ببذل المستحيل لإعادة السلاح إلى متحف .
حسان الجيلاني : السوافة كانوا يحفرون الخنادق لمرور المجاهدين في الرديف .و هي خنادق شبيهة بخنادق غزة اليوم .
هذا وأضاف حسان الجيلاني أنّ التعاضدية في الخمسينات لم تعد موجودة حاليا في رديف حيث طالب أهل الرديف في عام 2008باعادتها هذه التعاضدية كانت أنشأت عند هجرة السوافة إلى الرديف حيث كانوا يعملون في مناجم الفوسفات و وضعت هذه التعاونيات لهم لشراء اللوازم الخاصة بهم .و لقد كان السوافة يقومون بحفر خنادق تحت الأرض لتمرير المجاهدين والسلاح التي تشبه خنادق غزة اليوم .
حشاني قدادرة : بعض أعضاء جبهة التحرير الوطني أثناء الثورة أحدثوا مؤامرة على السوافة بقتل الطالب العربي .
و أضاف قدادرة حشاني أن السوافة هم الذين قاموا وأسسوا الثورة التحريرية في الجزائر حيث يعتبرون العمود الفقري لهاته الثورة وآن الأوان للتحدث بكل صراحة ،فبعض أعضاء جبهة التحرير الوطني أثناء الثورة أحدثوا مؤامرة على السوافة بقتل الطالب العربي ،فقد كانت الثورة القائد الوحيد تحت لوائه أكثر من 1200مجاهد حيث كان القادة في الأماكن الأخرى لا تتجاوز قواتهم الثلاثين مجاهدا حتى أطلق عليه “جيش السوافة ” .
العيد قديري : معركة براشيم كانت نموذجا لنضال السوافة في رديف .
في حين أشار العيد قديري إلى أن اللمحة التاريخية لرديف تظهر في الخريطة الجغرافية لهذه القرية حيث عرفت مشاركة من كل أنحاء شمال إفريقيا من مغربين وليبيّين وجزائريّين على صنفين السوافة و النمامشة حيث كان التوانسة لا يعيشون مع بعضهم في مكان واحد فمعركة ” براشيم ” بدأت من “زمرة” حيث إنتقلت إلى براشيم عام 1956 .
أكثرمن 16 ألف عامل ما بين رديف والمرارايس والمتلوي والمضيلة بالإضافة إلى الجالية بتونس العاصمة التي تقارب 20 ألف شخص وكذا المغتربين بفرنسا حيث كانوا يرسلون الإشتراكات إلى الرديف ، وأن الثورة كانت سرية حيث كانت الجهوية في بداية إنطلاقة الثورة كشيء منطقي مسيطرة ، وكل منطقة لها ثوارها ، و قد تلقى الطالب العربي أوامر بعدم مشاركته في مؤتمر الصومام لأنها تابعة للأوراس فحكم عليه ، وأضاف أن الشهيد سعيد عبد الحي و عبد الكريم هالي قتلا من طرف الثورة كذلك بعد الخلاف الذي وقع حول مؤتمر الصومام ، و عدم مشاركتهم فيه بناء على أوامر قيادية من منطقة الأوراس التي كانا يتبعان لها ،فالذي يمتلك أكثر من 1300 مجاهد هم مشاة متقاعد والذي يملك 20 ألف جعلوه قائد منطقة بالإضافة إلى الإجتماع الذي عقد في منوبة في تونس ما جعل الطالب العربي يهرب حيث تم قتله بعد محاصرته في منطقة صحراوية أين إستسلم هو جيشه ، ومن نضال السوافة “عام القول ” و هي المؤامرة الحقيقية هي أنه تم تقييد 7 آلاف سوفي في محتشد لملعب كرة قدم في تونس في الرديف ، حيث شهدت تلك الفترة محاصرة منطقة منوبة أين تم غلق جميع المحلات كما أن الحزازات كانت متواصلة حيث أن بعض أفراد جبهة التحرير الوطني قامت بإعلان تطلب فيه من الطلبة الذين يزاولون دراستهم في التعليم الثانوي للإلتحاق بالكلية العسكرية في العراق وأنا واحد من ضحايا جهوية البعض من أفراد جبهة التحرير الوطني فكنا مجموعة من الطلبة سجلنا على أساس أننا سنذهب للعراق بغرض أن الجزائر ستلقى نخبة من العسكريين الجزائريين بعد الإستقلال ولما ذهبنا إلى تونس بمنزل بالقرب من البريد المركزي ووعودنا بتحضير الوثائق ومن ضمن الوفد الجنرال عبد المجيد شريف كنا حوالي 130 طالب وكان عمري ذلك الحين 15 سنة وبعد أسبوعين تسربت الجماعة وبقينا هنالك شهر بدون دراسة ولما رجعت إلى تونس منعوني من الدراسة بسبب غياب غير مبرر بعدها ذهبت لاتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين وكان هناك “آيت شعلال “وقال لي لسنا بدولة مستقلة وكان مصيري الإنضمام إلى صفوف الجيش .
ومن زاوية أخرى أضاف العيد قديري أن كل علماء وادي سوف كانوا يدرسون بجامع الزيتونة وكانوا طلبتنا قد أقاموا داخلية خاصة محددين لهم داخلية لوحدهم أما أصحاب الصحراء فكانوا مهمشين.
رأى حسان الجيلاني أن من العوامل الأساسية التي أدت إلى تهميش السوافة هي إستقلال تونس عام 56 وبذلك إنقسم إتجاه الساسة التونسيين فمنهم من قال إننا لا نقسم السلاح إلا بإستقلال الجزائر ولا يهمنا المقاومة بالجزائر ومن بينهم بورقيبة الذي قال لا يهمنا الجزائريين ولكن همنا إستقلالنا فقط في المقابل هناك تونسيون يؤيدون الثورة الجزائرية الأمر الذي أوقع صداما بين الساسة التونسيين وبعدها انعكس على الطالب العربي بحيث أن هذا الأخير واصل عملية المقاومة حتى للإستقلال الأمر الذي أدى بالتونسيين إلى محاصرة الطالب العربي بالإضافة إلى القوات الفرنسية إلى أن وصل إلى جهة قابس وهذا احد الأسباب في تهميش الثورة
نجيب بلباسي : الدم الجزائري إمتزج بالدم التونسي:
نجيب بلباسي : أول معركة بين الجيش الجزائري والفرنسي كانت في حاسي خليفة وأضاف انه امتزج الدم الجزائري الدم التونسي في معركة سيدي يوسف.
العيد قديري : السوافة كانوا فراعنة الفسفاط و بالتالي كانوا يد عاملة مهمة في تونس .
وعرج العيد قديري أن الفسفاط كان يخرج من الأرض فكانت خدمة شاقة وقاسية والتونسيون لم يقدروا عليها فالفسفاط كان بمثابة البترول حاليا وخلال تلك الفترة كانت تعرف الدول القوية بمجال الفلاحة والفسفاط هو عبارة عن سماد الذي يخرجونه من قلب الجبال ويأخذونه للخارج عبر السفن فإلتقى الحاكم الفرنسي المتواجد بقفصة والآخر في وادي سوف وقال له إنه وجدنا مناجم فسفاط قوية قال له سأدلك على الفراعنة فرأى السوافة كيف يقومون بحمل الأكياس وبدأت الهجرة ، فالناس كان ضعفاء وفقراء وبدأ الإنتاج يقوى بشكل عجيب .
وأضاف حسان الجيلاني أن اليد العاملة السوفية لما أثبتت جدارتها في الفسفاط وكان هناك صراع الفسفاط صراع بين السوفين والتونسيين وقالوا كيف توظفون السوافة ونحن تحرموننا .