وقال المكشّر في هذا الصدد من داخل المستشفى إثر خضوعه للعملية ''السجن هو أبشع المحن الذي يتعرّض لها الإنسان لذلك نتمنّى الحرية للجميع وأوّلهم رئيس جامعة كرة القدم ورؤساء الجمعيات الرياضية ورجال الأعمال و كل المسلوبين حريتهم ظلما أو تعسّفا''.
وأضاف المكشّر: ''هذه الأيام العصيبة حتما ستمرّ وسيمضي ما كان صعبا بلطف الله دون أن نشعر مهما يقصر الزمان أو يطول لكن -يا صديقي اللّدود- للمعارك بين الأعداء آداب وأصول فحتى إن نسينا أو تناسينا فستبقى أفعالك خدوشا على جدار الذاكرة مثل وشم قبيح يأبى أن يزول''.
يجر التذكير أنه تمّ إيقاف توفيق المكشر أواخر أكتوبر الماضي بسبب شبهات فساد مالي، حيث صدرت في حقّه بطاقة إيداع بالسجن.ووصف المكشر القضية التي يُلاحق بسببها بـ”الزوبعة”، قائلا إنّها مشمولة بإجراءات بالصلح الجزائي منذ 6 جوان الماضي.وقال المكشر إنّه تقدّمه بشكل طوعي لتسوية ملفاته في إطار الصلح الجزائي دليل على جديته وحسن نواياه بكل اقتناع بعيدا عن كل أشكال المواراة والخوف، وفق نص الرسالة.
وفي مايلي نص الرسالة كاملا؛
الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه ..
مثلما يعلم الجميع كنت أجريت منذ أيام قليلة عملية جراحية معقدة دامت أكثر من 5 ساعات تكلّلت بفضل من الله بالنجاح في إحتواء مضاعفات كسر حاد على مستوى الكتف تسبب فيه احد اطارات الحرس الذي كان بإمكانه إسعافي لحظة سقوطي في حادثة ربّما لا يتسع المقام الآن لتفصيل المقال فيها ..
و بهذه المناسبة لا يسعني إلاّ أن أتوجّه بأسمى عبارات الشكر و العرفان إلى كامل الإطار الطبي و شبه الطبي بمستشفى الرابطة على العناية التي خصوني بها طيلة إقامتي بينهم و أخص بالذكر الدكتور العش و الدكتور زيتونة و أخصائي العلاج الطبيعي محمّد و رئيس قسم الإنعاش الدكتور عموس ..
الشّكر موصول أيضا لكامل الإطار الطبي وشبه الطبي و الإداري لمستشفى المنجي سليم و على رأسهم الدكتور خليل الزاوية الذي بذل مجهودات كبيرة لإقناعني بضرورة الخضوع إلى هذا التدخّل الجراحي..
شكرا لقاضي التحقيق الذي راعى خطورة الوضع الصحي الذي كنت أمرّ به و أذن لإدارة السجون بإيوائي حالا بالمستشفى ..
ربما قد لا تسعفني الكلمات في إيفاء بعض الناس حقهم على ما غمروني به من فائق رعاية و لطف عناية على غرار الأطر الطبية و الأعوان في مركز الإيقاف ببوشوشة و السجن المدني بالمرناقية و كذلك النيابة العمومية بالقطب القضائي و المالي كما لا يفوتني ان أسوق جميل الإمتنان للسيد وزير الصحة على تفاعله و متابعته لأطوار حالتي دون أن أنسى إبني الدكتور مجدي بن مسعود على وقفته الحازمة و متابعته المستمرة و الدقيقة لتطور الأحوال الصحية طوال هذه المحنة.
ارقى التحيات أبعث بها أيضا لكل من تواصل مع عائلتي للسؤال عن أحوالنا من رياضيين و إعلاميين و أحباء و أصدقاء كما أثمن وقفة كل العاملين بشركاتنا و ردة الفعل البطولية للاعبي فريقنا هلال الشابة و النتائج الإيجابية التي تحققت بفضل تضحياتهم و بفضل جهود الإطار الفني و في طليعتهم السيد عثمان الشهايبي وكذلك بفضل إلتفاف المسؤولين و الأحباء حول الجمعية التي يعلم الجميع كمّ التضحيات التي بذلناها من أجل أن يكون لها مكان تحت الشمس على الخارطة الكروية الوطنية ..
و في المقابل فإن هذه التجربة خلفت في النفس مرارة لا تُطاق من حيث التعسّف الذي مورس على شخصي بدون موجب في بعض الأحيان و من بعض الأشخاص حيث تم منعي من مجرّد رؤية أبنائي قبل و بعد العمليّة و كذلك من جهة بعض الممارسات التعسفية من بعض الأعوان الذين أصرّوا على مخالفة توصيات الطبيب وتعمّدوا تركي مكبّل القدمين بالأصفاد حتى عند دخول الحمّام في المستشفى ..
أما عن القضية أو تلك "الزوبعة في ملفّ" التي تم إيقافي من أجلها فإنها مشمولة بإجراءات الصلح الجزائي الذي كنا من أول المبادرين بالإنخراط في مساره منذ يوم 6 جوان 2023 و كنت من أول من بادر بخلاص أجرة الخبراء كاملة 90 ألف دينار للإستدلال على مدى جديتي في إعتناق هذا التمشي بكل إقتناع بعيدا عن كل أشكال المواراة و الخوف بل وكنت من المحفّزين و الملهمين للعديد من رجال الأعمال لتبني مسار الصلح الجزائي و كان لنا لقاء مباشر مع سيادة رئيس الجمهورية يوم تزامنت زيارته للجنة الصلح مع وجودنا هناك صحبة محامينا تناولنا خلاله مع سيادته جملة الملفات و الإشكاليات التي تعترض الإسراع في حسمها و لكن يبدو أن هنالك من لم يرق له هذا التمشي الذي إعتمدته القيادة و طفق يعمل بشتى الطرق للتنفير منه و إجهاضه و بالتالي إفشاله بالتنكيل برجال الأعمال الذين إنخرطوا فيه ..
و في الختام السجن هو أبشع المحن الذي يتعرض لها الإنسان لذلك نتمنى الحرية للجميع و أولهم رئيس جامعة كرة القدم ورؤساء الجمعيات الرياضية ورجال الأعمال و كل المسلوبين حريتهم ظلما أو تعسّفا..
هذه الأيام العصيبة حتما ستمرّ و سيمضي ما كان صعبا بلطف الله دون أن نشعر مهما أن يقصر الزمان أو يطول و لكن - يا صديقي اللّدود – للمعارك بين الأعداء آداب وأصول فحتى إن نسينا أو تناسينا فستبقى افعالك خدوشا على جدار الذاكرة مثل وشم قبيح يأبى أن يزول..
رسائل خاصة :
إلى أبنائي الأعزّاء : لقد قبلت الخضوع إلى هذا التدخل الجراحي فقط من أجلكم و في سبيل العودة إليكم سالما لأعيش معكم و لأجلكم ..و سأبقى صامدا بحبكم ..
إلى عمال و موظفي مجمع توفيق المكشّر : إرفعوا رؤوسكم ..لن يستطيع كائن من كان أن ينال من تضحياتكم فأنتم أبناء توفيق المكشّر ..
إلى الصديقين و الشقيقين الناصر و حكيم و من خلالهما إلى كل الأحبة الذين لا يتسع لذكرهم المجال..أنتما فعلا رجلان في زمن قلّ فيه الرجال ...
إلى كل أهاليّ في الشابة : انتم أهلي وعشيرتي و صحبتي و سكني في ليل هذه المحنة الطويل ..اشتاق إليكم كما أشتاق دوما إلى نسيم الشابة العليل ..
و لا بدّ لليل أن ينجلي ...
و إلى لقاء قريب إن شاء الله ..
مع تحياتي
توفيق المكشر