فوجئت الصحفية الرياضية المغربية فاطمة الزهراء الحجاوجي صاحبة موقع Sportime TV الالكتروني المغربي برفض طلبها الحصول على بطاقة اعتماد لتغظية نهائي دوري ابطال افريقيا المقرر أن يجمع الوداد البيضاوي والأهلي المصري بالدار البيضاء بعد أقل من 24 ساعة.
الحجاوجي نشرت عبر صفحتها الرسمية وموقعها الالكتروني تفاصيل الحادثة، إذ قامت بمراسلة جميع الاطراف المعنية بتنظيم هذا الحدث الكروي من الجامعة الملكية المغربية إلى الاتحاد الافريقي لكرة القدم لكنها لم تجد جوابا شافيا عن سؤالها وهو: لماذا يقع حرمانها من تغطية الحدث الذي يقام على أراضي المملكة وهي التي تعودت على حضور كل التظاهرات المحلية والقارية دون احتراز من أي طرف ؟
ويبدو أن مواقف الصحفية المذكورة وكتاباتها الناقدة للمكتب المسير لجامعة كرة القدم في بلدها بقيادة فوزي لقجع هي التي دفعت الاخير لمعاقبتها بالمنع من تغطية هذا الحدث القاري الهام، حيث كانت الحجاوجي صوتا مزعجا في أروقة جامعة لقجع بسبب رفضها دخول بيت الطاعة واستماتتها في الدفاع عن مصالح كرة القدم المغربية وفضح خروقات وتجاوزات صناع القرار في الاتحاد المغربي.
عموما، إذا ثبت أن المنع جاء بسبب ما سبق، فذلك يعدّ سابقة خطيرة تكرس سياسة "العصا لمن عصى" وتتعارض مع حرية الاعلام والصحافة التي ترمي الى احترام كل الاصوات والوقوف على نفس المسافة مع الجميع مهما كانت مواقفهم وآرائهم.
وفيما يلي ما دونته الصحفية فاطمة الزهراء لحويجج:
هل مقالاتي وتحقيقاتي تزعج جدا لدرجة المنع من القيام بالواجب؟
فوجئت في الساعات الأولى من يوم الخميس 26 ماي 2022 (الصورة أدناه)، برفض طلب اعتمادي لتغطية نهائي عصبة أبطال إفريقيا لكرة القدم، بين الوداد الرياضي والأهلي المصري، والذي تقدمت به للاتحاد الإفريقي في الـ17 من الشهر ذاته (الصورة أدناه)، مباشرة بعد فتح باب طلبات الحصول على الاعتمادات، وتعد هذه المرة الأولى التي يرفض فيها "كاف'' منحي اعتمادا لتغطية حدث تابع لهذا الجهاز، سواء داخل المغرب أو خارجه، بحكم أني أتوفر على كل الشروط التي تخول لي الحصول عليه، علاوة على أن "سبورتايم'' هي جريدة إلكترونية مختصة في الرياضة وقانونية، ولديها نسبة متابعة مهمة والأرقام هي الحكم.
ربطت الاتصال بأحد مسؤولي الجامعة الملكية المغربية للكرة، المكلف بالتنسيق مع "الكاف''، واستفسرته حول سبب رفض طلب اعتمادي لتغطية الحدث الرياضي، والذي ينظمه بلدنا المغرب، تحت إشراف الجامعة، فأخبرني بأن الأخيرة ليست مسؤولة عن الأمر وإنما الاتحاد الإفريقي هو المسؤول، وانتهى الحديث هنا.
قمت بعد إنهاء المكالمة، بخطوة مهنية، وهي مراسلة السيد لوكسيلو رئيس قسم التواصل في "الكاف'' -أعتقد أن لا أحد كان يتصور أني سأقوم بهذه الخطوة-، واستفسرته حول سبب منعي من الحصول على الاعتماد، خاصة وأن هذا الحدث ينظم في بلدي المغرب، كما ضمنت المراسلة الوثائق اللازمة التي تثبت أني صحفية مهنية، أتوفر على بطاقة المجلس الوطني للصحافة، وعلى البطاقة الدولية للصحافة، وقمت بحثه على الرد علي بالأسباب التي كانت وراء الرفض.
قام السيد لوكسيلو بعد 8 دقائق بالرد على مراسلتي (الصورة أدناه)، وأخبرني أن علي التواصل مع الجامعة، وصراحة وجدت رده واضح لا يحتاج إلى تأويل وأترك لكم الحكم.. بالفعل اتصلت هاتفيا مجددا بمسؤولي التواصل في الجامعة، وأطلعتهم على رد رئيس قسم التواصل في "الكاف''، لكن تشبثوا بالرواية الأولى وهي أن الأخير هو المسؤول وليس هم، وأن العديد من الزملاء تم رفض طلباتهم مثلي وتقبلوا الأمر، وانتهى الاتصال.
بحثت في أمر من تم اعتمادهم ومن رفضوا، فوجدت أن من بين المعتمدين زميل لأول مرة يطلب اعتماد لتغطية حدث رياضي تابع لـ"الكاف"، ووجه الطلب بعدي، أما الذين رفضوا، فكانوا ينتمون لمنابر إعلامية ناطقة بلغتين عربية وفرنسية، وقاموا بطلب 4 اعتمادات، وهنا رفض الاتحاد 2 ووافق على 2، أما المنبر الثالث المعروف الذي تم رفضه، فقد وجه 3 طلبات، فوافقوا على واحد منها، وهناك من تم رفضه بسبب تجاوزاته خلال إحدى المباريات (على سبيل المثال تصوير مقاطع فيديو).. فصدمت من هاته المعطيات، وتساءلت لماذا أنا؟ ما السبب.. وهل قمت بإزعاج أحد بكتاباتي؟
وجدت نفسي في حيرة بين تصديق زملائي في الجامعة، وبين الرد الرسمي من "الكاف''، الأمر فعلا غير منطقي، فكل طرف يخلي مسؤوليته من الموضوع، فمن يمنح هاته الاعتمادات بالله عليكم؟..
قررت أن أسلك الطريق المهني في التعامل مع الجامعة، وأن أتوقف عن تلقي الاتصالات الهاتفية في هذا الموضوع، وقمت بتوجيه رسالة استفسار وحث على التدخل لحل المشكلة للجامعة ولمسؤوليها في تاريخ 27 ماي 2022، وضمنتها الرد الرسمي من "الكاف''، لكن لم يتم الرد على استفساراتي، إلا اليوم الموالي 28 ماي 2022 على الساعة 8:23 صباحا، بعدما قمت للإشارة للموضوع في صفحتي الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي في "فيسبوك'' (الصورة أدناه).
أوضح مسؤول التواصل في المراسلة، أن الجامعة ليست مسؤولة وإنما "الكاف''، وأضاف أنهم حاولوا التدخل لحل المشكلة لكن لم تنجح المحاولة، وقام بإرسالة صورة للمراسلة بين الطرفين، والتي قال فيها السيد لوكسيلو أن الاتحاد وصل للحد الأقصى من المسجلين، وهنا الرجل محق تماما، لأن المراسلة لم تكن تتحدث عن الرد الرسمي الذي تلقيته، ولكن جاء فيها التماس بالسماح لصحفيين مغاربة بتغطية النهائي، لأن هناك أماكن في منصة الصحافة، وهنا دعوني أطرح التساؤلات التالي:
من يقصد مسؤول التواصل بالصحافيين المغاربة؟ هل الذين يرغبون في تغطية الحدث وهم لا تتوفر فيهم الشروط (معندهمش كاف ميديا شانيل)؟ أم الذين تم رفض طلباتهم؟ خاصة وأن السيد لوكسيلو تحدث في رده عن المسجلين..
قمت بمراسلة الجامعة مجددا (الصورة أدناه)، وشكرتهم على مجهوداتهم بالطبع، لكن سألتهم لماذا لم يضمنوا مراسلتهم للسيد لوكسيلو رده الرسمي على مراسلتي؟ وألحيت على الحصول على جواب واضح بخصوص أسباب الرفض، لأني في هذه المرحلة لم أعد أطالب بالاعتماد، أنا فقط أسأل عن ما هي الأسباب.. وإليكم هذه الفقرة من المراسلة:
"زميلي العزيز، بالفعل قمت بحثكم على التدخل لحل الإشكال، طالما أن السيد لوكسيلو قال إن الجامعة هي المسؤولة، باعتباري مديرة نشر موقع "سبورتايم''، ولأني لم يسبق لي أن قمت بأي تجاوزات خلال تغطية مباريات "الكاف"، ولأني كنت من الأوائل الذين تقدموا بطلب اعتماد لتغطية المواجهة المذكورة، في تاريخ 17 ماي 2022، ولأنه لم يسبق لهذا الجهاز الكروي أن رفض اعتمادي لتغطية حدث ما، سواء داخل المغرب أو خارجه، ولأني علمت أن هناك زملاء أحترمهم ولهم كل التقدير، تمت الموافقة على طلبهم، علما أنهم قاموا بطلب الاعتماد بعدي، وأيضا تعد هذه المرة الأولى التي يقومون فيها بتغطية حدث بهذه الأهمية، لكل الأسباب، أتوجه إليكم بسؤال واضح، وهو ما هي الأسباب أو السبب الذي كان وراء رفض طلبي لتغطية حدث مهم وبهذه القيمة؟".. وإلى الآن لم أتلقى أجوبة رسمية على تساؤلاتي..
أنا هنا لا يهمني من الفرق التي وصلت للنهائي، فموقفي كان سيكون مماثلا في حال كان الأمر يتعلق بأندية أخرى، أنا هنا أتحدث عن الوقائع، وأسجل موقفا للتاريخ، لأن هذا الحدث ينظمه بلدي المغرب، تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والذي أرى أنه من واجبي كصحفية المساهمة في تغطيته لمزيد من الإشعاع لهذا القطاع الرياضي، الذي يحظى بحرص جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، على تطويره والرقي به للوصول إلى العالمية.
سأختم بهاته التساؤلات:
أليس من واجب الجامعة أن تدافع عن الصحافيين المختصين في الرياضة والذين تتوفر فيهم جميع الشروط اللازمة وتفرض وجودهم لتغطية هذا الحدث؟
هل أنا مقصودة بالاسم كي لا أتواجد في النهائي؟ أم أن مقالاتي وتحقيقاتي تزعج جدا لدرجة المنع من القيام بالواجب؟ علما أني لست اسما عاديا في المشهد الإعلامي المغربي.. أنا (وأعوذ بالله من قول أنا) أول صحافية امرأة تؤسس جريدة إلكترونية مختصة في الرياضة، وأول صحافية إمرأة تتوفر على بطاقة مهنية تحمل صفة مديرة نشر لجريدة رياضية..
هل هي "بروفا'' لما سيحدث قبل مونديال قطر؟